alomran alomran alomran
أخر الإضافات:
الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط رحمه الله أختام علماء ومشايخ وشخصيات نجدية مهرت بها بعض وثائق أسرة العمران تراجم قضاة نجد المعروفين منذ القرن العاشر حتى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري معجم مصطلحات البناء النجدية صور قديمة لمباني في نجد من دراسة بعنوان: العمارة المدنية في نجد لجيفري كينغ (1982م) رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلى أهل سدير الزخارف النجدية : مثال بيت العم عبدالرحمن بن إبراهيم العمران في عودة سدير شما بنت عبدالله بن عمران بن محمد بن عامر المجمعة في قاموس الأعلام رسالة من أبناء حمد بن عمران إلى أبناء عبدالله بن عمران موقف الملك عبدالعزيز من اعتذار أمراء سدير وجباة زكاتها عن دفع زكاة العروض ودفع ما تيسر حديث ولد سبأ العشرة: تخريجاً ودراسة حديثية محمد بن ناصر الصبيح (راعي زاهبة) أول أسطول بحري للإمام فيصل بن تركي آل سعود التاريخ في نجد حتى القرن العاشر كان غامضاً لماذا لا ينبغي الانطلاق من المصادر الثانوية في دراسة القضايا التاريخية؟ مدارس البنات في نجد سنوات الرخاء والقحط التي مر بها النجديون العمل الخيري المؤسسي علاقة نجد بالشام من 1157هـــ إلى 1225هــ أمراء العيينة من عام 850 - 1173هـ محطات في توحيد المملكة العربية السعودية شياع في النسب لا يعرف أصله من نوادر وثائق بلد الغاط عام 1224هـ/1809م‏ وقفية نجدية نادرة: تعود إلى القرن الحادي عشر الهجري منصور بن عبدالله بن محمد بن حماد في رحلة مع وثيقة عمرها 258 عامًا مسجد الدواسر بالدرعية عبداللطيف باشا المنديل قبيلة بني ياس ونسبة آل بو فلاح للدواسر حادثة قتل أهل عودة سدير لآل شقير سنة 1111هـ التحصينات الدفاعية السعودية حوامي عودة سدير مرقب عودة سدير قصيدة رثاء الأمير رميزان بن غشام في الأمير محمد بن عامر إمارة بني خالد في الأحساء
أمراء العيينة من عام 850 – 1173هـ
أمراء العيينة من عام 850 - 1173هـ

أمراء العيينة من عام 850 – 1173هـ

بقلم: عبدالمحسن بن محمد بن معمر

تمهيد:

منذ عام 850هـ – العام الذي اشترى فيه حسن بن طوق العيينة وهو العام نفسه الذي استوطن مانع المريدي جد الأسرة السعودية الكريمة الدرعية – حتى العقد الثامن من القرن الثاني عشر الهجري أي ما يقارب ‎350‏ عامًا والعيينة يحكمها ويتعاقب على إمارتها عدد من الأمراء المعمريين من أهلها وملاكها، فلم ينازعهم عليها منازع ولم يتول الحكم فيها غيرهم، وعدد أمراء العيينة  الذين ترجمت لهم ووصلت إلينا أخبارهم هم (‎18‏) أميرًا خلال تلك الفترة، ولا أستبعد أن يكون هناك أمراء من الأسرة المعمرية لم تذكرهم المصادر التاريخية، وجميع هؤلاء الأمراء الثمانية عشر معروفون بأسمائهم، وسيتضح لنا أن هؤلاء الأمراء يختلفون من حيث نسبة القوة والتأثير المحلي والإقليمي.

أمراء العيينة من عام 850 – 1173هـ

 

1. الأمير حسن بن طوق بن سيف التميمي (850 هـ – 865 هـ):

هو مؤسس إمارة العيينة وجد الأسرة المعمرية، انتقل كما أسلفنا من ثرمداء لملهم فالعيينة،‏ حيث اشتراها وعمّرها واستقطب جماعات من الناس أسهموا معه في بنائها.

ويتضح أن حسن أول أمير من أمراء العيينة ذو شخصية قيادية، ومال كثير، توفرت فيه صفات القيادة ومؤهلات الزعامة العربية التقليدية التي من أهمها أصالة النسب والكرم والشجاعة فاستطاع أن يوظفها في بناء بلده، وتوسيع نفوذه وتثبيت دعائم إمارته، بل استطاع أن يضم لنفوذه سدوس وحزوى وموقع حريملاء، ولم توضح لنا المصادر التاريخية أن ذلك التوسع كان سلمًا أو حربًا، ولكن الرواية الشفهية تفيد أن حسنًا مر بسدوس في موسم الربيع فشاهد طيب تربتها وكثرة نباتاتها، وكانت عبارة عن بقايا قصور مشيدة مهملة وآبار قديمة معطلة قد هجرها أهلها، فلم يكن بها ساكن، فاستولى عليها ودفعها إلى بعض رجاله وطلب منهم زراعتها، واتخذ فيها قصرًا، وكانت مزارعها محصورة في الفرغ وما حوله من البساتين والمزارع. ولم تشر المصادر التي بين أيدينا عن أي معلومات أو أحداث أخرى قام بها حسن وليس معنى هذا أنه ليس هناك شيء من ذلك بل المعتقد أنه لم يكن هناك تدوين لتلك الأحداث، ومهما يكن من أمر فإن حسنًا أسس إمارة قوية خلال خمسة عشر عامًا من شرائه العيينة، وتوفى رحمه الله عام 865هـ وأصبحت الإمارة متوارثة في ذريته من بعده.

2. ‏الأمير حمد بن حسن بن طوق:

‏الأمير الثاني من أمراء العيينة حيث خلف أباه في إمارتها عام 865هـ وأهم الأحداث في عهده ما ذكره ابن بشر عندما تكلم عن أجداد الأسرة السعودية الكريمة قال: “ثم ولد لمانع.. ربيعة وصار له شهرة واتسع ملكه وحارب آل يزيد، ثم بعد ذلك ظهر ابنه موسى وصار له شهرة أعظم من أبيه وكثرت جيرانه من الموالفة وغيرهم، واستولى على الملك في حياة والده، واحتال على قتل أبيه ربيعة فجرحه جراحات كثيرة، وهرب إلى حمد بن حسن بن طوق رئيس العيينة، فأجاره وأكرمه لأجل معروف له عليه سابقًا”.

‏وهكذا يتضح أن (ربيعة بن مانع المريدي) لجأ لـ (حمد بن حسن طوق) في العيينة إثر نزاع على السلطة بينه وبين ابنه موسى، كما أن حمد بن حسن كانت له علاقة طيبة بالابن موسى بن ربيعة أيضًا، حيث استنجد موسى بأمير العيينة ضد آل يزيد فأنجده.

ولو لم يكن لحمد سمعة طيبة وقوة ظاهرة وحسن جوار لما فضل (ربيعة ابن مانع) جد الأسرة السعودية الكريمة اللجوء إليه والاحتماء به والعيش عنده في بلده إلى أن توفى.

هذه هي أهم الأحداث في عهده. وبعد وفاته رحمه الله تولى الإمارة بعده ابنه معمر.

‎3. ‏الأمير معمر بن حمد بن حسن بن طوق:

‏هر حفيد حسن بن طوق والأمير الثالث من أمراء العيينة، وجد آل معمر الذي حملت الأسرة المعمرية اسمه إلى اليوم‎، وقد ذكره الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر المتوفى بالبحرين عام 1244هـ‏ رحمه الله، في نبذته عن أسرته آل معمر، وذكر أنه حفيد حسن بن طوق، وحينما ذكر ابن بشر سلسلة نسب عبدالله بن معمر أمير العيينة المتوفي في عام 1138هـ قال: “وفي‏ سنة 1096هـ تولى‏ عبدالله بن محمد بن حمد بن عبدالله بن محمد بن حمد ابن حسن بن طوق في بلد العيينة”‏.

وقد وصل فلبي إلى استنتاج موفق حينما قال: “كانت‏ جبيلة وجميع الأراضي الواقعة شمالها بما في ذلك هضبة طويق، تدخل ضمن حدود إمارة بني حسن بن طوق وأميرهم في ذلك الوقت معمر بن حمد مؤسس أسرة عيينة، نقول ‏هذا – والكلام لفلبي – وإن كان انمحاء الجزء المتعلق بهذه الناحية من مخطوط‎ ‏ابن بشر المعروف يجعلنا على غير يقين من ذلك”.

ففلبي استنتج أن موقع معمر في سلسلة النسب في نفس الفراغ الذي تركه ابن بشر، إما سهوًا أو عدم تأكد منه، واستنتاج فلبي استنتاج صحيح اتفق مع ما ذكره الشيخ عبدالعزيز بن معمر في نبذته التاريخية.

وقد نقل عن فلبي بعض المؤلفين بعده.

وتبقى فترة إمارة معمر بن حمد، وكذلك الأحداث التاريخية في عهده مجهولة حتى الآن.

ومعمر هذا كان من أشهر رجال عصره ذو مقدرة وقيادة وكرم وشجاعة، استطاع أن يحقق مكانة سياسية واجتماعية، ولشهرته وعظمته اقتصر انتساب أبنائه وأحفاده له دون الانتساب لآبائه وأجداده.

4. الأمير محمد بن معمر بن حمد:

هو الأمير الرابع من أمراء العيينة، ويبدو أنه أكبر أبناء الأمير معمر ولم يصل إلينا عن هذا الأمير أية أخبار سوى ذكره في سلسلة نسب أحفاده.

‎5. الأمير عبدالله بن محمد بن معمر الأول:

‏الأمير عبدالله هو الخامس في سلسلة أمراء العيينة ولكن المعلومات التاريخية عنه معدومة سوى من ذكره في سلسلة نسب أبنائه أو أحفاده، وأنه كان أميرًامن أمراء العيينة قبل عام 1024هـ، وهو العام الذي تولى فيه ابنه حمد إمارة العيينة واعتبرناه عام وفاة والده وأن الابن حمد خلف والده في إمارة العيينة. وخلف عبدالله ثلاثة أبناء، ‎هم‏: حمد ومحمد وناصر وتولى كل من حمد وناصر إمارة العيينة.

‏على أية حال فإنه منذ وفاة (حسن بن طوق) عام 865هـ وحتى تولى حمد بن عبدالله بن معمر إمارة العيينة عام ‎1024هـ هذه المدة ومقدارها 159 عامًا لم نحصر فيها سوى أربعة أمراء وهم:

أمراء العيينة من عام 865هـ حتى عام ‎1024هـ

– ‏حمد بن حسن‎.

– معمر بن حمد‎.

– محمد بن معمر‎.

– عبدالله بن محمد (الأول)‎.

‏ وعلماء الأنساب يجعلون في كل قرن ثلاثة آباء (أجيال) وعليه يصبح في السنوات 159 خمسة آباء فهل هناك أمير سقط اسمه؟! ربما.. وهناك احتمال ضعيف هو أن هؤلاء الأمراء الأربعة عاشوا خلال هذه الفترة 159 سنة. ولكن هل كل واحد منهم أصبح أميرًا من أمراء العيينة 40 عامًا ! هذا أمر مستبعد.

ربما يكون بعضهم حكمها أكثر من ذلك، ولكن أن يكون كل منهم حكمها هذه المدة الطويلة فهذا أمر مستبعد كما أشرنا. إذآ نصل لحقيقة مؤداها أن هناك أمراء آخرين بين حسن بن طوق وحمد ابن عبدالله أي بين عامي 865هـ – 1024هـ‏ غير هؤلاء الأمراء الأربعة، ومؤكد أنهم أخوان لهم أو لبعضهم، أي أن بعض هؤلاء الأمراء الأربعة من أمراء العيينة تولى بعضهم عدد من أولادهم إمارة العيينة ولم تدون أسماؤهم أو أنها دُونت ولاتزال مفقودة. ولم نستطع أن نحدد المدة الزمنية لإمارة الأربعة أو أبنائهم. ومهما يكن من أمر فقد وقعت خلال ‎159‏ سنة أحداث مهمة هي:

  • ‎قال ابن بسام ‎: “في سنة 891هــ‏ أغاروا سبيع على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم، فلما أن وقت القيظ نزلوا العمارية فاستنجد أهل العيينة بآل كثير وصبحوهم على الحمارية وحصل بينهم قتال شديد، وصارت الهزيمة على سبيع وتركوا محلهم وأغنامهم، فغنمها أهل العيينة، هم وآل كثير وقتل من سبيع عدة رجال منهم جاسر المليحي”. هذه أول حادثة عسكرية تسجلها المصادر التاريخية بعد شراء ‎‏ العيينة ب ‎41‏ ‏عامًا، ومن المؤكد أن أهل العيينة لم يكونوا كثيري العدد بدليل استنجادهم بآل كثير من بني لام، وأن العيينة مازالت في طور النمو العمراني و البشري.
  • ‎ وبعد خمس سنوات من تلك الحادثة أضاف ابن بسام حادثة أخرى وقعت في عام ‎896هــ‏ هي قوله: “وفيها أغاروا سبيع على العيينة وأخذوا أغنامهم، ثم أغاروا عليهم بعدها وأخذوا إبلهم”.
  • ثم يضيف ابن بسام حادثة أخرى وقعت عام ‎905هـ‏ فيقول: “في هذه السنة أغاروا سبيع على أهل العيينة وأخذوا إبلهم، ثم أغاروا عليهم مرة ثانية وأخذوا أغنامهم ففزع عليهم أهل العيينة ولحقوهم، ووقع بينهم قتال قُتل فيه من سبيع خمسة رجال، وصوب من أحل العيينة ثلاثة رجال واستنقذوا أغنامهم، وعقروا سبعًا من ركائب سبيع”‏.
  • ‏يقول‏ ابن بسام ‎: »في سنة 911هـ أغاروا‏ سبيع على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم، ففزع عليهم أهل العيينة ففاتوهم».
  • ‎ وقال ابن بسام ‎:‏ »في سنة 937هـ‏ أغاروا آل نبهان من آل كثير على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم، ففزع عليهم أهل العيينة ولحقوهم في الحيسية، وحصل بينهم رمي بالبنادق من بعيد فقُتل ثنيان بن جاسر شيخ آل نبهان فانهزم الغزو وتركوا الأغنام» ‎.‏.
  • في الثاني من شهر رمضان عام ‎948هـ‏ توفى الشيخ الجليل شهاب الدين أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد الناصري التميمي رحمة الله، ودُفن في الجبيلة بجوار قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه، وكان الشيخ أحمد أحد قضاة العيينة وعلمائها، قدم عليه طلاب العلم وأخذوا عنه.‏
  • قال ابن بسام ‎: »في سنة 950هـ‏ صبحوا أهل العيينة آل نبهان من آل كثير على عقرباء وأخذوهم وكانوا قد أكثروا الغارات عليهم».
  • قال ابن بسام في حوادث سنة 955هـ: »وفيها أغاروا آل نبهان من آل كثير على أهل العيينة وأخذوا لهم نحو عشرين بعيرًا ففزعوا عليهم، ولم يلحقوهم، ثم أغاروا عليهم بعد أيام، وأخذوا أغنامهم، فلحقوهم في الميركة، واستنقذوها منهم».
  • ويقول ابن بسام في حوادث عام 996هـ‏ ما يأتي: »في هذه السنة أغارت سبيع على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم ففزعوا ولحقوهم في لبن فحصل بينهم رمي بالبنادق من بعيد، وكان مليح من سبيع نازلين بإبلهم في لبن ففزعوا نجدة لقومهم، فلما رأوهم أهل العيينة انقلبوا راجعين وسبيع في أثرهم وصار بواردية أهل العيينة يحمون قومهم وحصل بينهم قتال شديد قُتل فيه عدة رجال أكثرهم من سبيع ورجعوا سبيع عنهم ومن قُتل من مشاهير سبيع دهيمان بن سعيد شيخ مليح وثواب بن خالد العريني».
  • ‎يقول ابن بسام أيضًا ‎: “وفي سنة 997هـ صبحوا أهل العيينة هم وآل حسن من الدواسر الأعزة من سبيع على الغزيز‏، وأخذوهم وقتلوا منهم عدة رجال”.
  • ويضيف ابن بسام في حوادث عام 1008هـ الآتي: »في هذه السنة أغار الأعزة من سبيع على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم وصادفوا ثلاثة رجال من أهل العيينة قد أقبلوا طرقية فقتلوهم ففزع عليهم أهل العيينة ولحقوهم، وحصل بينهم قتال قُتل فيه من أهل العيينة رجل واحد وصوب نحو خمسة، وقُتل من سبيع ثلاثة وصوب منهم عدة رجال وانهزموا سبيع، واستنقذوا أهل العيينة أغنامهم». وبعد سبع مواجهات بين أهل العيينة وسبيع،‏ جنح الجميع للسلم وحقن الدماء، وذلك عام 1009 هــ‏ عندما تصالح أهل العيينة هم وسبيع وتكافلوا على ألا يتعدى أحد منهم على أحد. وأنهوا حالة الحرب التي كانت قائمة بينهم لمدة ‎118‏ سنة، من عام 891هـ‏ وحتى عام الصلح 1009هـ‏.
  • انتقل الشيخ أحمد بن محمد البسام إلى العيينة من بلد ملهم عام ‎1015هـ، وهذا دليل على النهضة العلمية في مدينة العيينة، حيث استقطبت أحد أكبر علماء نجد في زمانه، وأقام فيها قاضيًا ومعلمًا ومفتيًا حتي وفاته رحمه الله عام ‎1040هـ.
  • في عام 1019هـ‏ توفي العالم العلامة الشيخ عبدالله بن عفالق قاضي العيينة رحمه الله.

‏هذه هي أهم الأحداث التي وصلت إلينا ولها علاقة بالعيينة وذلك خلال الفترة ما بين عامي 891هـ‏ و 1019هـ وهي‏ الفترة التي لم نستطع تحديد عدد أمراء العيينة خلالها وإن كنا أحصينا منهم أربعة أمراء مع عدم تمكننا من تحديد الفترة الزمنية لحكم كل منهم.

6. الأمير حمد بن عبدالله بن معمر (1024 – 1056هـ):

من أمراء العيينة أيضا الأمير حمد بن عبدالله بن معمر حيث ‏تولى حمد إمارة العيينة بعد وفاة والده عام ‎1024 هــ. وهذا الأمير كثر خلط المؤرخين في اسمه فبعضهم سمّاه (أحمد) والبعض الآخر أسماه (حمد) واستمر هذا الخلط عند الحديث عن أولاده الذين تولوا أصبحوا من أمراء العيينة بعده، فمرة ينسبون لأحمد وأخرى لحمد، مما أدى إلى وقوع المؤرخين المتأخرين في الخطأ نفسه لنقل بعضهم عن بعض دون تحقيق.

بل إن بعض المؤرخين كابن بشر والمنقور واللذين لتاريخهما أكثر من نسخة أو مسودة يقعون في الخطأ ففي نسخة يطلقون على هذا الأمير اسم أحمد، وفي النسخة الأخرى يسمونه حمد.

فالمنقور في النسخة (أ) كما صنفها د. الخويطر عندما تكلم عن حوادث عام 1052هـ قال: “في عام 1052هـ طلعة رميزان من أم احمار، وفزع أحمد ابن عبدالله راعي العيينة”.

وفي النسخة (ب) من تاريخه ذكر المنقور الحدث نفسه ولكنه سمّى أمير العيينة حمد بن عبدالله وحينما أرّخ عام وفاته سمّاه في النسختين بأحمد. أما ابن بشر فقد اعتمدت على نسختين مطبوعتين من تاريخه المسمى »عنوان المجد في تاريخ نجد» لتحقيق اسم الأمير حمد بن عبدالله هما:

الأولى طبعة مطابع القصيم بالرياض عام 1385هـ الطبعة الثالثة الجزء الأول، والثانية طبعة دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، تحقيق عبدالرحمن آل الشيخ عام 1403هـ الطبعة الرابعة الجزء الثاني.

إضافة إلى ذلك فقد اعتمدت على صورة مخطوطة من تاريخ ابن بشر والمحفوظ أصلها في المتحف البريطاني بلندن برقم 7718‎OR  وهي النسخة التي اعتمد عليها عبدالرحمن آل الشيخ في تحقيق كتاب عنوان المجد طبعة الدارة السالف ذكرها، على أن هناك اختلافًا بين المخطوطة وطبعة الدارة استوجب الرجوع للمخطوطة. فابن بشر ذكر الأمير حمد بن عبدالله بن معمر ثلاث مرات في تاريخه في الأعوام التالية: ‏ 1045، 1052،  1056هـ، ويوضح الجدول التالي الحدث والعام الذي وقع فيه، واسم الأمير في كل نسخ ابن بشر.

الجدول

اسم الأمير في نسخ ابن بشر

الحدث         /        العام

طبعة مطابع القصيم طبعة دارة الملك

عبدالعزيز

مخطوط

المتحف

البريطاني

بيع حريملاء 1045هـ حمــد حمــد حمــد
إخراج رميزان 1052هـ أحمــد حمــد أحمــد
وفاة الأمير حمد 1065هـ أحمــد أحمــد حمــد

من الجدول يتضح أن اسم الأمير مختلف في كل نسخة وكان الأغلب اسم حمد ‎.

أما ابن ربيعة في تاريخه فقد ذكر الأمير في حوادث ثلاث سنوات هي 1024هـ،‏ 1052هـ، 1056هـ،‏ وأسماه فيها بأحمد.

والفاخري في تاريخه ذكر الأمير حمد بن عبدالله مرتين في حوادث عام 1045‏، 1052هــ وسمَاه حمد.

والصحيح أن اسم هذا الأمير (حمد) وليس (أحمد)، والخطأ ناشئ من النساخ لتقارب الاسمين في الرسم.

أما أدلتي على أن صحة اسم الأمير هو حمد فهي:

  • الأمير حمد بن معمر معاصر للشاعر الفارس الأمير رميزان بن غشام التميمي الذي تولى إمارة روضة سدير عام ‎‏ 1057هـ وقُتل‏ عام 1079هـ  ‏وبينهما صداقة وعلاقة جيدة، وقد مدح رميزان الأمير حمد بن عبدالله ابن معمر بقصيدة منها:
أزكى بني عبدالحميد وغيرهم والضد من خوفه يظل موجلِ
حمد بن عبدالله أمنّا ضايف الخلا أن عض كالوب الزمان الممحلِ
ياما سطا وعطا وياما قد وطا بمهند صافي الحديد مجندلِ
برأس الذي كر بنفسه مايـق إذا ذل رعديـد الرجـال الزُمّلِ

فرميزان في هذه القصيدة التي مدح بها ابن معمر أسماه حمدًا وليس أحمد.

  • أن بعض المؤرخين الذين تطرقنا لهم أسموه »حمدًا» والبعض الآخر أورد الاسمين معًا.
  • اسم حمد معروف وشائع منذ القدم لدى الأسرة ‎،‏ عندما يعد المهتمون منه نسبهم فإنهم يذكرون »حمدًا» عندما يصلون لهذا الأمير، كما لا يوجد اسم أحمد في الأسرة المعمرية إلا متأخرًا. علما أن الجد الثاني للأمير حمد اسمه (حمد)‏، وأهل نجد عادة يسمون أبناءهم على أسماء آبائهم وأجدادهم، فاحتمال كبير أنه سُمّي على اسم جده حمد بن حسن.
  • أن هناك خلطًا في اسم الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن حمد بن معمر المتوفي عام 1225‏هـ، حيث ورد في بعض المؤلفات أن اسمه أحمد مع أن الثابت أن اسمه حمد. هذا من حيث تحقيق اسمه، أما الأحداث المهمة في عهده فقد خاض الأمير حمد بن عبدالله عددًا من المعارك والحروب بهدف ضم بعض البلدان عسكريًا للعيينة والقضاء على خصومه، وقد ألمح إلى ذلك الشاعر والفارس والأمير رميزان ابن غشام التميمي أمير روضة سدير حين مدح الأمير حمد بن معمر بقصيدته التي ذكرنا بعض أبياتها أعلاه، ولم تسجل لنا المصادر التاريخية من تلك المعارك التي خاضها الأمير حمد، والتي جعلت رميزان يشيد بقوته وسطوته في قصيدته تلك إلا حوادث قليلة أهمها:
  • ‎ضم ملهم إلى ملكه بعد معركة انتصر فيها على أهل ملهم، وأجلى أمراءها آل عطاء (العطيان) إلى القصب إحدى بلدان الوشم، ثم ردهم الأمير حمد إلى ملهم بعد رؤيا رآها اقتضت ردهم. ثم حصل في ملهم بعد ذلك وباء وقحط تسبب في هجرة كثير من أهلها إلى العيينة حيث أصبحت ملهم من البلدان التابعة للعيينة.
  • في عام ‎1045هـ‏ قدم علي بن سليمان آل حمد من التويم في سدير إلى العيينة واشترى حريملاء من حمد بن معمر بستمائة أحمر. ونزلها ومعه أبناء عمه سويد وحسن ابني راشد آل حمد، وجد آل عدوان والبكور وآل مبارك وغيرهم. كما استقطبت العيينة بعض الرجال المشهورين كسليم جد آل عقيل قدم على حمد بن معمر من بلد التويم ونزل عنده في العيينة وأكرمه، ونشأ ابنه عقيل بن سليم، وصار أشهر من أبيه.
  • في عام 1045هـ وقعت معركة بين آل عساف وابن زهمول في أطراف الجبيلة، وبما أنها إحدى بلدان العيينة لا أستبعد اشتراك أهل العيينة مع أحد الأطراف المتصارعه في تلك المعركة.
  • وفي عام ‎‏ 1051هـ‏ قال ابن بسام: “وفيها أغاروا آل برجس على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم ففزعوا عليهم ولحقوهم ووقع بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على آل برجس ورجعوا أهل العيينة بأغنامهم، وقتل من الفريقين قتلى كثيرة، وتسمى هذه الوقعة بوقعة الظهيرة. أما المنقور وابن ربيعه فإنهم ذكروا أن الهزيمة لحقت بأهل العيينة”. أما ابن بشر فقال: “وقعة آل برجس مع أهل العيينة وهزيمتهم”.
  • في عام 1052هـ‏ توجه حمد بن معمر على رأس قوة من أهل العيينة إلى سدير وأخرج رميزان من أم حمار في أسفل حوطة سدير، حيث كان رميزان محصورًا فيها، ومكث الأمير حمد هناك مدة من الزمن حتى هدأت الأوضاع في سدير ثم رجع إلى بلده.
  • كان الأمير حمد يتمتع بعلاقات جيدة مع المعاصرين له من أشراف الحجاز، فقد حج عام 1043هـ ومعه ابن قرشي، كما أنه حج عام 1056هـ، وعادة لا يتمكن من الحج من يناصب الحجاز العداء، وخصوصًا من كان من الأمراء أو القادة.

أمراء العيينة من عام 850 – 1173هـ

المصدر:

صفحات من تاريخ نجد: إمارة العيينة وتاريخ آل معمر/ عبدالمحسن بن محمد بن معمر؛ تقديم حمد الجاسر. الرياض: دار المريخ، 1423هـ، ص ص 268 – 280.

معلومات إضافية:

تم بناء قصر إمارة العيينة في منتصف القرن التاسع الهجري، ويمتد مساحته على أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع، في هذا القصر تزوج الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الجوهرة بنت عبدالله بن معمر.