بقلم: عبدالله حمد الحقيل
علاقة نجد بالشام من 1157هـــ إلى 1225هــ تمثل هذه المقالة عرضًا وثائقيًا سريعًا ونسجل مرحلة من مراحل علاقة الدولة السعودية الأولى مع الشام والدولة العثمانية، ويعتبر هذا المقال بمثابة محاولة مبدئية لدراسة الوثائق التي تحتاج منا إلى المزيد من الدراسة والتفصيل والتحليل لتظل مرجعًا مفيدًا للباحثين والدارسين لحياة تلك المرحلة من تاريخ بلادنا.
ولقد لقيت بعض جوانب من تاريخ بلادنا في العصور المتأخرة اهتمامًا جيدًا من لدن الباحثين، ومن أبرز ذلك تلك الدراسات التاريخية التي غطت جوانب من تاريخ المملكة العربية السعودية، ولاتزال هناك جوانب من ذلك التاريخ في حاجة إلى القاء المزيد من البحث والتنقيب والدراسة.
وفي بداية مقال علاقة نجد بالشاممن 1157هـــ إلى 1225هــ أومئ بشيء من الايجاز عن نشأة الدعوة السلفية وانتشارها وما واجهته من حرب وخصومات.
وما كانت هذه الدراسة عن علاقة نجد بالشام وكما هو معروف فإن الشام هي موطن شيخ الاسلام أحمد بن تيمية وتلميذه محمد بن قيم الجوزية وهما الإمامان اللذان تأثر بهما الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويقول الدكتور منير العجلاني في كتاب (تاريخ البلاد العربية السعودية، الجزء الأول، ص 237) “كان الشيخ يحب ابن تيمية ويجله كثيرًا ويطلب كتبه وأقواله في كل مكان وربما نسخها بخط يده، ويقال إنه طلب من الإمام الصنعاني في اليمن عام 1180هـ كتبًا لابن تيمية وابن القيم كانت عنده”.
ومن المعروف أن الكثير من أبناء الشام وخاصة قبائل البادية قد أقبلت على اعتناق مبادئ الدعوة ودفعوا الزكاة إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد، وكما روى ابن بشر قائلًا لقد ظهر مع عمال من حلب قاصدين الدرعية وهم ست نجائب محملات ريال زكوات بوادي أهل الشام.
ويدل هذا على أن ولاءهم لأمير الدرعية وليس لوالي الشام من قبل السلطان العثماني، ولقد ازداد النفوذ السعودي في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز وأصبح لهم دعاة هناك إلى أن انتهى هذا الدور بسقوط الدولة السعودية الأولى حينما استطاع ابراهيم باشا تخريب الدرعية وأرسل الإمام عبدالله بن سعود إلى محمد علي باشا في مصر في 17 محرم 1234هــ.
أولًا: نشأة الدعوة السلفية وانتشارها
نجد قبل الدعوة السلفية:
يفيض ابن غنام – وهو مؤرخ معاصر لتلك الفترة – عن انتشار الضلال لا في نجد وحدها بل في ديار المسلمين كافة فقد كان أكثر المسلمين – في مطلع القرن الثاني عشر الهجري – قد ارتكسوا في الشرك، وارتدوا الى الجاهلية، ونبذوا كتاب الله تعالى، واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم لظنهم أنهم أدرى بالحق فعمدوا إلى عبادة الأولياء والصالحين. أمواتهم وأحيائهم يستغيثون بهم في النوازل والحوادث ويستعينون بهم على قضاء الحاجات وتفريج الشدائد، بل أن بعضهم كان يري في الجمادات كالأحجار والأشجار القدرة على تقديم النفع ودفع الضرر، فغدوا إليها يبتهلون لقضاء حاجاتهم، فأحلوا بذلك ما حرم الله ونسوا قوله تعالى: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ (النحل،51) وعين هذا الأمر كان يحدث في نجد حتى ان ابن غنام يقول في ذلك: “وكانت من بين هذه القبور قبور تنسب إلى بعض الصحابة يحج إليها بعض الناس ويطلبون منها قضاء الحاجات”(1).
ولم تكن الحالة السياسية في نجد أحسن حالًا من الحالة الدينية، وفي ذلك يقول الدكتور منير العجلاني: “فقد كانت هناك مجموعة والمشيخات تنفرد كل واحدة منها بسلطانها وتعتز باسمها ولا ترى شيئا فوقه، وقد تتحالف أحيانًا لقتال الآخرين واستباحة ديارهم وأموالهم، ولكنها متى فرغت من قتال عدوها، عادت تتقاتل فيما بينها ولا يجف مداد عهدها ودم جندها، وكانت البلاد تعيش في رعب دائم، بين عدو يأخذها بالقهر، وحليف بالغدر، وما كانت تعرف السكينة، والأمن والحرية إلا قليلًا” (2).
ثانيًا: الشيخ محمد بن عبدالوهاب: سيرته ودعوته
هو محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن مشرف التميمي، ولد سنة خمس عشرة بعد المائة والألف من الهجرة في بلدة العيينة من بلدان نجد (3)، عند أبيه عبدالوهاب بن سليمان القاضي فيها زمن عبدالله بن محمد بن حمد بن عبدالله بن معمر الذي قويت العيينة في زمنه، قبل انتقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب منها إلى بلدة حريملاء (4).
تلقى الشيخ محمد العلم أيام الطفولة في بلدته العيينة، فحفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة من عمره، وكان جاد الفهم، وقّاد الذهن، سريع الحفظ، فصيحًا فطنًا (5) فقرأ على أبيه في الفقه وكان رحمه الله في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة، عن طريقه. وكان الشرك إذ ذاك قد فشى في نجد وعلى نحو ما أوضحنا بإيجاز من قبل.
وبدأ الشيخ رحلاته العلمية المثمرة بحج بيت الله الحرام، ثم أقام في المدينة المنورة حيث أخذ فيها العلم عن الشيخ عبدالله بن ابراهيم النجدي ثم المدني، وكذلك أخذ عن الشيخ محمد حياة السندي المدني، ثم قصد البصرة وفيها سمع الحديث والفقه من جماعة كثيرين، وقرأ بها النحو وأتقنه. وكان أثناء مقامه في البصرة ينكر ما يرى ويسمع من الشرك والبدع، وينشر أعلام التوحيد، ويكرر على الناس أن العبادة كلها لا تصلح إلا لله، فلما تكرر منه ذلك آذاه بعض أهل البصرة، وأخرجوه منها وقت الهجير، فانثنى في النهاية عائدًا إلى نجد وفي طريقه إليها مر بالأحساء ونزل فيها على العالم عبدالله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي.
ثم اتجه إلى بلدة حريملاء التي كان أبوه قد انتقل إليها عام 1139هــ، فأعلن دعوته، اشتد من إنكاره لمظاهر الشرك والبدع، وجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذاع ذكره في جميع بلدان العارض وانقسم الناس فيه فريقين: فريق تابعه وبايعه وعاهده على ما دعا إليه، وفريق عاداه وحاربه وأنكر ذلك عليه وهم الأكثر (6) ، ولما أحس الشيخ بالخطر يتهدده في حريملاء عاد إلى العيينة فأكرمه رئيسها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر وتزوج فيها من ابنة عبدالله بن معمر.
عرض الشيخ علي عثمان دعوته فاتبعه وناصره وألزم الخاصة والعامة أن يمتثلوا أمره. وكان في العيينة وما حولها كثير من القباب والمساجد والمشاهد المثبتة على قبور الصحابة والأولياء، والأشجار التي كانوا يعظمونها كقبة قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة فخرج الشيخ محمد ومعه عثمان وكثيرون بالمعاول فقطعوها وهدموها، وكان الشيخ هو الذي هدم قبر زيد بن الخطاب بيده.
وجاءت امرأة زَنت تعترف للشيخ فتثبت الشيخ من أمرها عدة مرات حتى لم يعد هناك شك فطلب من الوالي تنفيذ حكم الله فيها، فطارت قلوب أهل البدع والضلال خوفًا فشكوه إلى شيخهم سليمان آل محمد رئيس بني خالد في الأحساء فكتب إلى عثمان يأمر بقتل الشيخ أو اجلائه عن بلده، وهدده بأنه إن لم يفعل ذلك قطع عنه خراجه في الأحساء واستباح أمواله لديه، وعندئذ آثر عثمان أن يأمر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالخروج من العيينة.
فخرج الشيخ الى بلدة الدرعية وكان ذلك سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة وألف واستقر به المقام فيها عند الشيخ أحمد بن سويلم حيث أتاه الأمير محمد ابن سعود ومعه أخواه ثنيان ومشاري وسلم أمير الدرعية على الشيخ، وأبدى له غاية الكرم والتبجيل، وأخبره بأنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. وأخذ الشيخ يشرح معنى التوحيد الحقيقي وبعدها عاهده الأمير على النصرة له وعلى الجهاد لمن خالف التوحيد، لقد كان محمد بن سعود زعيمًا وقائدًا وكان محمد بن عبد الوهاب هاديًا وداعيًا إلى الله، وبفضل تعاونهما حطمت الأوثان، وهدمت الأبنية المقامة على أضرحة الأولياء، ونفذت أوامر القرآن (7).
وقبل أن نعرف شيئًا عما أسفر عنه هذا اللقاء التاريخي الشديد الأهمية من نشر دعوة الشيخ في أرجاء الجزيرة العربية يمكننا أن نلخص العوامل التي جعلت من الشيخ داعيًا مصلحًا وهي:
– البيت: فقد نشأ الشيخ في بيت علم وكان والده ضليعًا في الفقه.
– الدراسة: فقد حفظ القرآن في سن صغيرة ثم انكب على كتب الفقه وبخاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.
– الشخصية: إذ أن الشيخ كان ذو شخصية قوية وحجة سليمة وقدرة على الاقتناع طلق اللسان لا تفتر همته.
– الرحلات العلمية: وقد أشرنا الى البلاد التي ارتحل إليها وأخذ من علمائها مما وسع من آفاقه.
– البيئة: فقد نشأ في بيئة مليئة بالبدع والفتن فتحداها بإيمانه.
– المناصرة: مناصرة الإمام محمد بن سعود له وهي أقوى عوامل نجاح الدعوة.
استعدادات والي الشام لمواجهة ابن سعود في الحجاز:
علاقة نجد بالشام من 1157هـــ إلى 1225هــ كانت الشام تابعة للدولة العثمانية أيام نشأة الدولة السعودية الأولى فقد كانت ولاية من الولايات الهامة التي يعتمد عليها الحكم العثماني.
لم يُعر السلطان العثماني محمود الأول (1143 – 1168هــ = 1730 – 1754م) مسألة نجد أذنًا صاغية، عندما قامت الدولة السعودية الأولى فيها سنة 1158هــ 1745م، لأنه اعتبر ما حدث مجرد حركة سطحية آنية، لن تلبث أن تختفي وتتلاشى دون التعرض لها أو مجرد التفكير في ذلك. وتطالعنا الوثائق التركية بتقارير كثيرة كتبها الشريف غالب بن مساعد أمير مكة المكرمة عن الدعوة السلفية وابن سعود. لكن السلطان العثماني اعتبر هذه التقارير مليئة بالمبالغات والمفارقات التي لا تصدق بعد أن أحال الموضوع إلى «مجلس المشورة» لأخذ الرأي في مواجهة الموقف في نجد. وتوالت تقارير الشريف غالب يستنجد بالدولة العثمانية، ويحثها على مواجهة الموقف، ولكن ذهبت كل مساعيه هباء، حيث لم تنظر الدولة العثمانية للموضوع إلا أنه يكون عبارة عن خلافات شخصية بين الشريف وابن سعود، ولن تؤدي الى ضرر بالدولة العثمانية وسيادتها على المنطقة.
ولم يتوقف الأمر على الشريف بل أن والي بغداد ووالي الشام قاما بكتابة تقارير عن نجد وعن ابن سعود وعن الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وكانت هذه التقارير تشكو من كثرة الأنصار والأتباع في نجد وما حولها حتى منطقة الحرمين الشريفين. فقد دخلت في الدعوة قبائل كثيرة أصبحت تدافع عن الدعوة وتعيش لها وتعتنق مبادئها تدعو اليها وتود التضحية والفداء في خدمة مبادئ الاسلام الصحيحة التي تنادي بها هذه الدعوة (8).
وعندما كثرت التقارير وتعددت مصادرها لم يجد السلطان أمامه الا أن يصدق ما ذكر له، فبدأ في النظر إلى الموضوع على أنه مسألة خطيرة وهامة تدعو إلى مواجهتها بكل حزم وقسوة، قبل أن يستفحل أمرها ويتسع نطاقها.
ودور الوثائق التركية مليئة بالوثائق الخاصة بتكليف السلطان العثماني لوالي بغداد بمواجهة ابن سعود، ولكن والي بغداد وجد أنه لا قبل له باجتياز صحراء نجد القاحلة إذ هي صعبة المسالك ووعرة الدروب، فأخذ يعد السلطان بتنفيذ المهمة التي أوكل اليه تنفيذها. وعندما كثر إلحاح السلطان عليه أخذ يسوف تحت ستار البدء في التجهيز والإعداد، وأخبر السلطان بأن المهمة تحتاج الى وقت لكي يتم الإعداد الكافي، لأن المهمة صعبة وشاقة. وكثرت فرمانات السلطان لوالي بغداد، يأمره بأن ينفذ ما كلفه به. ولما أحس والي بغداد بأن المهمة شاقة وعسيرة نظرًا لعدم وجود المياه والكلأ في الطريق ووعورة الصحراء وخطورة اجتيازها ازها، وقلة الامكانيات المالية، وعدم توفر التجهيزات والمعدات العسكرية اللازمة للغرض. كما أن والي بغداد وضع في حسابه أنه لا قبل له بتنفيذ المهمة، نظرًا لقوة ابن سعود وشدة بأسه، فأخذ يراوغ ويتعلل بعدم المقدرة منفردًا بالقيام بما كلف به. وأشار على السلطان بأن يكلف والي لشام ووالي مصر بالمهمة لأن اجتياز صحراء نجد من ناحية العراق تحفه المخاطر والصعوبات، نظرًا لإمكانية الضياع في الصحراء الشاسعة الموحشة، وتوقع مفاجأة ابن سعود للجيش الزاحف نحوه في هذه الصحراء التي لا ملجأ فيها ولا مأوى، فتكون النتيجة كارثة على الجيش المتحرك الذي يمكن لقوة ابن سعود الهائلة إفناءه وتدميره عن آخره. كما تعلل والي بغداد بالخطر المرتقب على العراق من جهة إيران، نظرًا لأطماعها في تلك الناطق التي بها الأماكن المقدسة الخاصة بهم. وأشار الى الحشود المستمرة على الحدود الايرانية العراقية من القوات الايرانية ومن القوات العراقية تحسبًا لما عسى أن يحدث.
ولما يئس السلطان العثماني من والي بغداد، اتجه الى والي الشام عله يجد فيه ضالته التي افتقدها في والي بغداد.
وهنا يجدر بنا الحديث مفصلًا عما حدث من والي الشام بعد تكليفه بمهمة مواجهة ابن سعود.
1. عهد يوسف باشا:
أرسل والي الشام يوسف باشا في 11 جمادى الأولى سنة 1215هــ تحريرات إلى السلطان العثماني يخبره فيها بأن محمد على باشا قام بالاتصال بالشريف غالب بعد أن صدر اليه الأمر العالي بمهمة مواجهة آل سعود. وأن محمد على يرى أن المهمة ستكون شاقة لو أن الشريف أخذ جانب ابن سعود. بعد أن قوى حصون جدة، حيث أن الذخائر والعساكر لن يمكن نقلها الى الأراضي الحجازية والأمر كذلك. ويهيب بالسلطان أن يعهد اليه بغزة ويافا لتسهيل نقل المؤن والذخائر من السويس.
ويفهم من هذه الوثيقة الى أن والي الشام أقنع السلطان العثماني بأن المهمة لا يمكن أن يقيم بها وحده، ولكن ينبغي أن يكون الدور الأكبر فيها لمحمد على باشا (9).
وبدأ كبار الشخصيات في الحجاز وبغداد والشام يرسلون التقارير أيضًا عن الدعوة السلفية وأصحابها، بتكليف من ولاة الدولة العثمانية في هذه المناطق أو بأمر من الدولة العثمانية ذاتها.
كتب قاضي الشام سيد محمد نور الله أفندي في 13 ذي الحجة سنة 1217هــ تقريرًا للسلطان العثماني عن بعض الأمور الخاصة بالشام وعن عزيمة السلفيين التحرك نحو الحرمين الشريفين والبصرة وبغداد (10).
2. عهد أحد باشا الجزار:
استقر رأي السلطان على تعيين أحمد باشا الجزار واليًا على الشام وسردارًا (قائد عام الجيش) على الحجاز، لما عرف عدم جدية والي الشام السابق في تنفيذ مهمته وتكاسله (11).
وبعد هذا التعيين دخل عبدالعزيز بن محمد بن سعود المدينة المنورة فاتحًا، فأغضب هذا التصرف السلطان العثماني وأرسل الى أحمد باشا الجزار يحثه على مواجهة ابن سعود، وقد رد عليه الجزار قائلًا بأنه أذعن للأمر وسينفذ ما أمر به حالًا (12).
ولما أحس السلطان العثماني بأن الموضوع لم يؤخذ مأخذ الجد ولم يحدث فيه شيء أمر الصدر الأعظم بكتابة فرمانات وأوامر إلى كل من والي بغداد لتعيينه سردارًا من جهة العراق على الحجاز بالإضافة إلى التعيين السابق لأحمد باشا الجزار سردارًا على الحجاز أيضًا لقيادة الجيش الشامي الى الحجاز. وقد تضمنت الأوامر التي وصلت الى والي الشام الاستفسار عن مقدار العساكر التي أرسلت الى الحجاز ونوع الذخائر(13).
أحس الصدر الأعظم بأن الشام مليء بالاضطرابات والقلاقل ولا يجوز في هذه الظروف والأوضاع تحرك أحمد باشا الجزار إلى مهمته في الحجاز قبل رأب الصدع في الشام الذي امتلأ بالقلاقل والفتن التي يثيرها العربان هناك، فأوصاه في رسالة بعث بها اليه في شوال 1218هــ بإصلاح أمور الشام أولًا قبل القيام بمهمة الحرمين بالتعاون مع علي باشا والي مصر(14).
ورغم كل ذلك فإن أحمد باشا الجزار لم يأخذ الموضوع بجد وأخذ يراوغ لأنه أحس أنه لا يقدر على تحدي ابن سعود: والوثيقة التالية تدل على أن الجزار لم يفعل شيئًا بخصوص موضوع الحجاز. فلم يستعد بالعساكر ولا حتى بالذخيرة والمهمات الأخرى، ولا هو تحرك لأخذ أي خطوة عملية في السبيل وقد قام رئيس الكتاب بكتابة تقريرًا بما آل إليه الوضع بالنسبة للجزار وقدمه للسلطان. وقد ذكر فيه أن الجزار أرسلت اليه الأوامر السامية بخصوص مهمة الحجاز مرارًا وتم استعجال الموضوع عدة مرات ولكن النتيجة واحدة، وهي أنه لم ينفذ أي شيء (15).
3. عهد صالح بك:
عين السلطان صالح بك واليًا على الشام خلفًا لأحمد باشا الجزار وقد قام صالح بك بعد تعيينه بكتابة تقرير عن مهمة الحجاز وذكر فيه أنه لا غنى عن اشتراك محمد على باشا في دفع الوهابيين عن الحجاز لأن المهمة شاقة وليست هينة بحال من الأحوال. كما أوضح في تقريره أن طاهر باشا قد وصل إلى جدة مع واليها الجديد زين العابدين باشا ومعه ألف وخمسمائة جندي لتخليص المدينة من حصار ابن سعود (16).
وبعد أن تطورت الأحداث، أرسل صالح بك تقريرًا آخر يعزز التقرير السابق ويضيف إليه ما استجد في الموضوع. فيذكر أنه بالإضافة الى وصول المدد العسكري الذي يرأسه طاهر بك، فلأمل معقود على وصول مدد آخر من محمد علي باشا إلى المدينة المنورة (17).
كل هذا يدل على أن السلطان العثماني وقع في حيرة من أمره، فمرة يكلف والي بغداد. وبعد أن يحس بالتسويف الكثير والتهرب من المأمورية، يكلف والي الشام، ووالي الشام بدوره يماطل ويماطل. ويقول كما قال والي بغداد بأنه لا غنى عن اشتراك والي مصر في المهمة ويسوق الحجج ويقدم الأعذار.
ويقوم السلطان العثماني بإرسال أوامره مرارًا وتكرارًا للضغط على هؤلاء الولاة. وقد كلف بعض الشخصيات الأخرى بالمساعدة والمعاونة في تنفيذ هذه المهمة.
4. عهد عبد الله باشا العظم:
وخلف عبدالله باشا العظم صالح باشا في ولاية الشام. وبعد التولية أرسل عبدالله باشا عدة رسائل إلى السلطان العثماني يخبره فيها بتطورات الأمور بخصوص الاستعدادات التي تجري لمهمة الحجاز، وقد أفاد بأنه أعد كل اللوازم والمهمات لتيسير سفر والي جدة زين العابدين باشا من الشام، ويعد العدة لكي تسافر الجردة العسكرية المرافقة له. وقد وعد بتسهيل مهمة الحرمين الشريفين، وتيسير أمورها رغم بعض الاضطرابات القائمة في بعض مناطق الشام وصعوبة التغلب عليها بسهولة (18).
ولا يوجد لدينا وثائق تدل على أن عبدالله باشا العظم قام بخطوة إيجابية في سبيل مهمة الحجاز، ولكنه سافر إلى الحجاز فقط كأمير للحج الشامي، والوثيقة التالية بها ملخص لعدة مراسلات بعث بها الى السلطان العثماني. وقد قام الكتاب بتلخيصها لعرضها، وتتضمن قيام عبدالله باشا على رأس الحجاج وبرفقته والي جدة المعين زين العابدين باشا، ولا تتضمن أي اشارة الى مواجهة عسكرية مع ابن سعود (19).
لم تتخذ التدابير اللازمة لمواجهة ابن سعود من قبل الدولة العثمانية، ولا أقدمت على خطوة عملية في هذا الصدد. وكل ما جرى من قبل والي بغداد أو والي الشام كان بمثابة وعود براقة وآمال وأحلام لم يتحقق منها شيء ولا هي قابلة للتحقيق نظرًا لثقل المسئولية وضخامة التبعات وتسويف كل منهما.
وقد اجتمع مجلس الشورى العثماني في منزل شيخ الاسلام. وجرى بحث الموضوع برمته من كل جوانبه. وقد تجاذب المجتمعون الحديث والنقاش وأدلى كلٌ برأيه في هذا الصدد.
وكان النقاش حرًا لم يتقيد بقيود. وقد تضاربت الأقوال والآراء وبرزت بعض الصعوبات نظرًا لتعدد الآراء والحجج. وقد رجحت بعض الأقاويل الى حد ما، وتركت بعض المواضيع لكي يقررها السلطان بنفسه – ويتبين مما دار في جلسة المجلس أن الدولة العثمانية قد أصابها الارتباك والحيرة من جراء ما جرى في الحجاز، فهي لا تعرف لنفسها مخرجًا من الأزمة. خاصةً وأن من كلفوا بإجراء المهمة تنصلوا منها ووضعوا العراقيل والصعوبات في سبيل تنفيذها. دار النقاش حول تعيين قائد لجيش يخرج من الشام إلى الحجاز، لاسترجاع الحرمين الشريفين من أيدي السعوديين ويرابط هناك ويكون في وضع يؤمن الصلح بينهم وبين أمير مكة الشريف غالب، مع عمل التدابير اللازمة للتوجه إلى الدرعية.
غير أن المجلس تبين استحالة التوجه إلى الدرعية، وأن هذا من واجبات والي بغداد. وقد قرر المجلس تكليف والي بغداد بهذا العمل، وفي نفس الوقت الذي يتحرك فيه جيش آخر من الشام إلى الحرمين الشريفين. وجرت مناقشات طويلة حول اختيار قائد لهذا الجيش الذي يتحرك من الشام. وهل يلزم أن يكون والي الشام بنفسه أم رجل عسكري آخر. وما مقدار التداخل في الاختصاصات بين مهام الرجلين؟ (20)
وقام عبدالله باشا العظم من جانبه بتقديم مقترحاته للسلطان العثماني لاستعادة الحرمين الشريفين للدولة العثمانية وعقد الصلح بين الشريف والسعوديين وتتضمن:
– تكليف وزير من أصحاب الثروة والجاه لايالة حلب.
– تنصيب محافظ المدينة.
– تكوين فرقة من ألف جندي من الخيالة والمشاة، وألف جندي آخر بقيادة ابن أحد الباشوات، ويتم تجهيز ذلك من الشام.
– مرافقة والي مصر للمحمل وإحضار الذخيرة من عنده.
– العمل على إتمام الصلح بين الشريف غالب وابن سعود.
– تسهيل تدارك الجمال بإعفاء قرى الشام من التكاليف (21).
5. عهد يوسف كنج باشا:
وخلف يوسف كنج باشا سلفه عبدالله باشا في حكم الشام. وقد قام يوسف باشا بعد توليه بإرسال تحريرات من قبله إلى السلطان العثماني يخبره برأيه في مسألة الحجاز وبما تم من انجازات في سبيل هذه المهمة، والعقبات التي تقصر دونها بعض الاستعدادات.
كما وصلت إلى السلطان تحريرات من والي بغداد علي باشا، وقد أحال السلطان هذه التحريرات كلها إلى مجلس الشورى لتدارس الموقف والادلاء بالرأي في هذا الخصوص. اجتمع مجلس المشورة في منزل شيخ الإسلام، وقرئت على الحاضرين تقريرات والي الشام ووالي العراق حول تطورات الوضع في الحجاز، والعقبات التي تواجه الحصول على بعض اللوازم والضروريات لمواجهة ابن سعود.
وقد ورد في تحريرات والي الشام أنه مستقل بالقيادة العامة للحجاز ولديه عساكر وذخائر كثيرة، وأنه بحاجة إلى الجمال لتحميل الذخيرة، ويود أن ترسل إليه مصر الذخائر أيضًا كما أنه يحتاج إلى 18 ألف كيس من النقود. وذكر يوسف باشا أن محمد علي باشا تعهد بإمداده بالذخائر والعساكر، ولكنه انشغل بطرد الانجليز. أما والي بغداد فلم يقدم على أي عمل كما ورد في تقريراته (22).
أخذ يوسف باشا الوالي الجديد يراوغ كأسلافه ولاة الشام. فتذرع في سنة 1222هــ بمتطلبات حرب الدرعية من المهمات والذخائر لكي يطلب من السلطان العثماني ضم طرابلس واللاذقية وغزة ويافا وعجلون اليه، أو أن تمده الدولة العثمانية بالمال والمهمات ويؤكد أنه رغم التجهيزات والمصروفات والمهمات التي حشدها فإنها لا تكفي بل إنه مازال في حاجة إلى المدد (23).
وبعد أن دخل آل سعود الحرمين الشريفين أرسل والي الشام يوسف تقريرًا الى السلطان سنة 1223هــ مؤداه أنه اتفق مع والي مصر علي باشا (محمد على باشا) ووالي بغداد سليمان باشا ثم أنه يطلب من الدولة العلية تأمين المهمات المطلوبة له للتحرك، بعد أن وافق والي مصر ووالي بغداد على التحرك في نفس الوقت. ويستعجل والي الشام تنفيذ طلباته حتى يمكنه التحرك قبل حلول موسم الحج (24).
وعاد والي الشام يطالب ببعض مناطق الشام لتسهيل مهمته، فطالب بغزة ويافا، لكي يتمكن من نقل الذخيرة والسلاح إلى الحجاز، وينبه إلى أن مسألة النقل تستلزم وقتًا طويلًا، نظرًا لطول المسافة وصعوبة اجتياز الصحراء (25).
وفي الوقت الذي بدأت فيه الدولة العثمانية تعد العدة لمحاربة ابن سعود، نقض الروس عهدهم مع الدولة وقاموا بمهاجمة بعض المناطق التابعة لها.
وقد قام والي الشام – تنفيذًا لأوامر الدولة العثمانية بمواجهة السعوديين – بالاتصال بوالي جدة الشريف غالب ووالي مصر محمد علي باشا الذي وعد بإكمال استعداداته خلال ثمانية أشهر.
وقد طلب يوسف باشا من الدولة العثمانية أن تبادر بمراسلة الشريف لضرورة الموافقة على دخول عسكر الشام الى الحجاز قبل التحرك (26).
ووردت رسائل وتقارير من والي الشام يوسف باشا عن الحالة في الحجاز وعن ابن سعود، وقد قام الصدر الأعظم بتقديم خلاصة هذه المراسلات إلى السلطان العثماني. وهي تتضمن انتشار وباء الطاعون في الجزية العربية. كما تتضمن تعيين الصدر الأعظم السابق يوسف ضياء باشا سردارًا على الحجاز (27).
توالت التقارير من يوسف كنج باشا عن الحالة في نجد وعن العربان الذين هاجمهم والي بغداد، فلجأوا إلى الشام وتعقبهم والي الشام، فارتدوا إلى بغداد مرة أخري. ويقترح يوسف باشا في نهاية تقرير له أن تتحرك العساكر الى الدرعية من ثلاث جهات (28).
وأرسل والي الشام عدة رسائل الى السردار الأكرم يعلن حاجته الى الذخيرة لمهمة الحرمين وينبئ عن استعداد والي مصر وترحيبه بإرسال الذخيرة ويطلب التأكد من تنفيذ والي مصر والكتابة اليه (29).
وبدأت مراوغة والي الشام يوسف كنج تتضح شيئًا فشيئًا، فهو يراوغ بعد أن تعهد له محمد علي بإمداده بالذخيرة، ويطلب من الدولة العلية إيضاحات عن نقل الذخائر لجيشه وعن رضى الشريف غالب عن نزول عساكر محمد علي في الحجاز (30).
وصول السعوديين إلى الشام:
لا شك أن الدعوة السلفية قامت لتنتشر في الآفاق ولم تقم لكي تقبع في نجد أو في الجزيرة العربية فقط. فهي دعوة اصلاحية لتصحيح الأفكار والمعتقدات التي بعدت عن مسار الإسلام الصحيح، بسبب تفشي الفوضى والخزعبلات والاعتقادات الباطلة التي لا تتفق وروح الاسلام.
كان الهدف اذًا نشر الدعوة داخل الجزيرة العرية وخارج نطاقها في البلاد المجاورة أولًا.
كانت الشام كما كانت العراق من قبل مستهدفة، لنشر الدعوة السلفية في أرجائها وقد اتبع الإمام سعود بن عبدالعزيز في البداية طريق السلم، فدعا والي الشام كما دعا والي بغداد من قبل إلى اتباع الدين الإسلامي الصحيح والسير على هداه. ولما لم يُعر والي الشام هذه الدعوة أذنًا صاغية، وبدأ يستعد لمواجهة السعوديين في الحجاز لمحاولة ربطهم الى التبعية العثمانية، كان على الإمام سعود أن يتوجه لنقل المعركة الى أرض الشام قبل أن يداهمه والي الشام في الحجاز (29).
وتفيض الوثائق في ذكر الارتباك الذي اعترى والي الشام يوسف كنج باشا بعد أن علم بتحرك السعوديين نحو بلاده من الشيخ صقر وقام بتقوية القلاع والاستعداد للمواجهة المرتقبة، وفي ذهنه هزيمة والي بغداد وقواته أمام السعوديين في كربلاء والنجف (31).
وأرسل يوسف كنج رسالة أخرى الى السلطان يخبره فيها بأن والي بغداد نصحه بأن يؤخر القوافل حتى لا تتعرض للأخطار لأن ابن سعود قد تحرك قاصدًا الشام.
كما اطلع السلطان على كافة استعداد قادة اللاذقية وطرابلس وحماه وحمص والقدس لأي مفاجأة و إرساله الجواسيس الى كل الأنحاء والي المضايق والمعابر لمراقبة الوضع في تلك المناطق عن كثب منعًا للعواقب التي تحدث من جراء المفاجأة والمباغتة (32).
ثم كان لقاء الجيش جيش الشام وجيش ابن سعود عند مزيريب، وحدثت بينهما معركة حامية سقط فيها قتلى كثيرون من الطرفين. وانضم إلى السعوديين كثير من عربان الشام أثناء اجتيازهم صحراء الشام. وقد رجع ابن سعود من هذه المعركة بعد أن أبلى فيها بلاءً حسنًا وحقق بعضًا من أهدافه، وهو نشر الدعوة السلفية في المناطق المجاورة (33).
وبعد أن دخل الإمام سعود بن عبدالعزيز الشام ووصل في أراضيها حتى شمال مزيريب، وأصبح له أتباع كثيرون في هذه المناطق، قام سليمان باشا والي صيدا بتأمين الذخيرة وكذلك الحنطة والشعير والذرة من عكا وصيدا ويافا وأرسلها الى استانبول. كما تسلم الأموال المقتضبة الأداء من صيدا عن سنة 1219 – 1224هــ، ونبه إلى صعوبة الحصول على الذخيرة من غزة والرملة، نظرًا لظروف هجرة معظم السكان وقلة الأمطار التي أدت الى النقص في المحاصيل. ثم يتعهد بأن يقف في مواجهة الإمام سعود بن عبدالعزيز إذا ما عاد الى الشام مرة أخرى (34).
ولما يئس السلطان من كثرة مراوغة يوسف كنج عزله من منصبه، وعين مكانه سليمان باشا والي صيدا، كما كلفه بسردارية الحجاز.
كان موقف سليمان باشا كموقف أسلافه تمامًا، وعد بتنفيذ المهمة ثم أخلف الرعد، وأخذ يراوغ حتى يئس السلطان من كثرة مراوغته ودهائه، وقرر في النهاية أن يضغط على محمد علي باشا، لكي ينفذ المهمة الشاقة التي تخلى عنها ولاة الشام، كما تخلى عنها ولاة بغداد من قبل. والهدف هو محاولة تحطيم الدعوة السلفية ولكنها بقيت مشرقة مضيئة يبهر سناها كل الحاقدين وأعداء الاسلام وستظل شيعة الله نورًا وهاجًا تضيء المسالك والدروب جميع المؤمنين.
علاقة نجد بالشام من 1157هـــ إلى 1225هــ
الهوامش:
(1) أنظر حسين بن غنام، تاريخ نجد، تحقيق د. ناصر الدين الأسد، مصر سنة 1381هــ / 1961م ص 11، 21، وأنظر للشيخ أحمد بن عبدالعزيز آل مبارك رئيس القضاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، (حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية) وقد نشر في كتاب حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره العلمية نشرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض 1400هــ / 1980م.
(2) د. منير العجلاني، تاريخ البلاد العربية السعودية، ج1، عن الدولة السعودية الأولى، بيروت ص ص 35- 36.
(3) حسين بن غنام، المرجع السابق، ص 75.
(4) عثمان بن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، تحقيق عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ، ج 1، المملكة العربية السعودية، 1394هــ، ص 19.
(5) حسين بن غنام، نفس المرجع نفس الموضع.
(6) ابن غنام، المرجع السابق، ص ص 76 – 77.
(7) هذا مما أورده الدكتور منير العجلاني، المرجع السابق، جـ1، ص ص 38 – 39، وهو ينقل عن آرمسترونج المؤرخ وصفه للقاء التاريخي بين ابن سعود وابن عبدالوهاب.
(8) أنظر الوثيقة رقم 4 / 1 / 136 من مقتنيات دارة الملك عبدالعزيز وهي عبارة عن تقرير من أحمد باشا الجزار والي الشام وصيدا.
(9) أنظر الوثيقة 4 /1 /22 من مقتنيات الدارة.
(10) أنظر الوثيقة 1 / 2 /435 من مقتنيات الدارة.
(11) أنظر الوثيقة 5 / 1 /99 من مقتنيات الدارة.
(12) أنظر الوثيقة 4 / 1 /7 من مقتنيات الدارة.
(13) أنظر الوثيقة 1 / 2 / 31 من مقتنيات الدارة.
(14) أنظر الوثيقة 1 / 2 / 420 من مقتنيات الدارة.
(15) أنظر الوثيقة1 / 2 / 20 من مقتنيات الدارة.
(16) أنظر الوثيقة رقم ٢ / ٢ / ٦ من مقتنيات الدارة.
(17) أنظر الوثيقة رقم ١٤٩/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(18) أنظر الوثيقة رقم ٤٢/٢/١ من مقتنيات الدارة.
(19) أنظر الوثيقة رقم ٤٣/٢/١ من مقتنيات الدارة.
(20) أنظر الوثيقة رقم ٥٧/٢/١ من مقتنيات الدارة.
(21) أنظر الوثيقة رقم ٥٨/٢/١ من مقتنيات الدارة.
(22) أنظر الوثيقة رقم ٦٢/٢/١ من مقتنيات الدارة.
(23) أنظر الوثيقة رقم ٨٦/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(24) أنظر الوثيقة رقم ٩٣/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(25) أنظر الوثيقة رقم ١/٤ / ١١٦ من مقتنيات الدارة.
(26) أنظر الوثيقة رقم ١/٤ / ٢٥ من مقتنيات الدارة.
(27) أنظر الوثيقة رقم ٢/١ / ١٧٠ من مقتنيات الدارة.
(28) أنظر الوثيقة رقم ١/٤ / ١٠ من مقتنيات الدارة.
(29) أنظر الوثيقة رقم ١٧/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(30) أنظر الوثيقة رقم ٢٧/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(31) أنظر الوثيقة رقم ١/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(32) أنظر الوثيقة رقم ٢٩/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(33) أنظر الوثيقة رقم ٣١/١/٤ من مقتنيات الدارة.
(34) أنظر الوثيقة رقم ٤ / ٦ / ١٠ من مقتنيات الدارة.
المصدر:
الحقيل، عبدالله بن حمد. (1982). علاقة نجد بالشام من 1157هـ إلى 1225هـ. مجلة الدارة، مج 7, ع 4 ، 78 – 88.
الحقيل، عبدالله بن حمد. (1982). علاقة نجد بالشام من 1157 هـ إلى 1225 هـ. مجلة الدارة، مج 8, ع 1 ، 107 – 114.