ترجع أسرة العمران أهل عودة سدير إلى آل عامر من البدارين الدواسر، وآل عامر هم مجموعة أسر في عودة سدير تنتمي للجد عامر، والعمران من مآرثة محمد بن عامر، و محمد بن عامر من أحفاد الأمير عامر بن بدران من أشهر أمراء الدواسر، وكان يلقب بالضمين (أي أنه يضمن أمن وسلامة كل من يلجأ إليه، ولم يكن أحد يتعرض بأذى لأي رجل لجأ إلى عامر بن بدران).
وقال فيه الشاعر راشد الخلاوي:
خلت نجد ما يلقى بها كاسب الثناء ….. كود الضمين يم وادي الدواسر
يعتقد أن الأمير عامر بن بدران عاش في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، وكان حينها أميراً لقبيلة الدواسر، واشتهر بحنكته وشجاعته وكرمه، واحتلت قبيلة الدواسر في عصر إمارته مكانة عظيمة، وكان دائم الفخر بقبيلته وأهله، فقال :
يقول ابـن بـدران مسقـي حريبـه ….. مـر علـى كبـده تزايـد وقـايـده
يقـول ابـن بـدران مقـدي مثايلـه ….. مثايلـه فيـهـا قـريـع وعـايـده
كب الغييثـي يـا المنيعـي وخلهـم ….. ترى حربهم مـا ينلقـي منـه فايـده
يزيد الفتى الرجال في مطلـب العـلا ….. والا طـرد هـزلات المعانـي بزايـده
مجاهيل حرب من صهيب بـن زايـد ….. لا اشتـد مجهـود تلـقـوا لكـايـده
سواقة المظهـور مـن يمـة العـدا ….. حريبهـم منهـم كـبـار غـدايـده
كم هجمة من ضدهـم زوعـوا بهـا ….. وجا الحول ما جمـع بقايـا رفايـده
اقـول ذا وانـا علـى سـرج عنـدل ….. مبريـة الذرعـان بالفعـل زايــده
عريضـة الهامـة طويـل معنّـهـا ….. ماهيب عن عركات الابطـال حايـده
باقفايـة الفرسـان للطعـن تنثـنـي ….. وباقبالـة الفرسـان للخيـل زابـده
عليها فتى ما اهتز قلبه مـن العـدى ….. شلفـاه لبطـال المناعـيـر ذابــده
شكوا ضربها لشراف في حومة الوغى ….. مضاريبهـا بنحـور الابطـال جايـده
حريبنـا نسقيـه كـاس مـن الطنـا ….. وبالعيد في شهـب النواصـي نعايـده
وصديقنـا يستـر قلـبـه بقربـنـا ….. ونعطيه من لعراف مـا كـان رايـده
حريبنـا يشكـي مضـارب اطعوننـا ….. على شمخ الاعنـاق تزهـى قلايـده
ودخيلنا يلقـى الـذرى فـي بيوتنـا ….. لنا الناس بالمعروف والفعـل شايـده
وحريبنا يلقـى العنـا عقـب حربنـا ….. نوريـه بظهـور السبايـا زهـايـده
وصديقنـا والجـار نجزيـه بالرضـا ….. ما يزعلـه حـي ولا احـد بسايـده
وديـارنـا ماهـيـب دار لغيـرنـا ….. كم صايد من دونهـا الرمـح صايـده
نسعـى بدنيانـا نبـي طيبـة الثنـا ….. وايامنـا تبقـى والاعمـار بـايـده
وقد عاصر الأمير عامر بن بدران فتره انتقال الضياغم (أجداد آل رشيد حكام حائل سابقاً) من اليمن إلى حائل، ونزلوا في ضيافته بوادي الدواسر فتره من الزمن، وقال فيه أميرهم وزعيمهم فارس بن شهوان بن منصور بن الضيغمي يمتدح الأمير عامر بن بدران بعد أن أكرمهم:
وردت اعـطاش قرية الجاهلية ….. مـــياحها مــا يسمـعون امناد
وليلة وردنـــا العد عد آل زايـد ….. عــدّ إلا نـها جـــمــامه زاد
ضفنا وضيفنا ابن بدران عامر ….. حييت يا عـــامر فــلاحه باد
شيخ ذبح في الحال عشرين فاطر ….. والأكـباش ما يعرف لهن اعداد
وكمل مزاهــبنا على كــــثر عدنا ….. وخلا الجمال تشيل كثير الزاد
فما ظل إلاّ ظل غـار من الصفا ….. ولا شيخ إلاّ عــامر بن زياد
من لا يذود النشر من يمة العدى ….. ونشر الـعدا من لا إلــيه يذاد
أما عن زمن انتقال البدارين من الوادي إلى حاضرة نجد وبالأخص سدير والمحمل والزلفي والقصيم، فقد ذكر عبدالرحمن بن سعد بن حاقان في جريدة اليمامة العدد 401 الصفحة 7 ربيع الأول 1383هـ ما نصه: “كانت رئاسة الدواسر في قبيلة بدران بن سالم إلى حدود عام 950هـ، وهو العام الذي انتقلت فيه قبيلة البدارين”.
كما أن هناك رواية أخرى كتبها الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر (روضة سدير) من إملاء الأمير فراج بن عبد الله بن نادر آل حنيش عام1381هـ مخطوط عن قبيلة الدواسر في ثلاثة صفحات منها ما نصه: ولد لزايد سالم وصهيب وولد لسالم بدران جد البدارين وبلادهم في عقيق تمرة – وادي العقيق – شمال وادي الدواسر غرب السليل وارتحلوا من الجنوب إلى الشمال بعد وفاة عامر بن بدران، حيث يذكر أنه أمر أولاده بالرحيل فارتحلوا بعد وفاته رحمه الله في بلاده، فقال ناصر المبيعيج الودعاني هذه القصيدة:
ياسدرة المغنا اللي على مشرع الصفا ….. فـي جـال مخضرالجنـاب قــرون
بنشدك ماشفتي هل الجـود والصخـا ….. اللـي لهـم كـود الأمـور تـهـون
شـدوا وخلونـي أجـاذب هضايمـي ….. تحملت مـن كثـر الغبـون أغبـون
ونيـت ونـاتٍ تحطـم لهـا الحشـا ….. وهلـت غزيـرات الدمـوع عيـون
أقفو وأنا عينـي تخايـل أضعونهـم ….. ضعايـنٍ قفّـت تـلاهـا أضـعـون
اقفوا هل الشيمـات يـادار وانتحـوا ….. اللى وين يـا وادي قـرون يـبـون
اقفوا كمـا نـوٍ حقـوقٍ مخايـلـه ….. وبلـه وبـرقـه للـعـدات مـنـون
اقفوا مـع البيـدا تـبـارى اضعونهم ….. يقـودون طوعـات الرقـاب بهـون
لكـن أرقـاب الزايديـات بالـحـني ….. أرقـاب المهـا لولادهـن أصـفـون
يتلون نزال الخطـر مرهـب العـدى ….. عامـر لصعبـات الأمـور زبــون
خالـي ولا غيـره عزيـزٍ رجيـتـه ….. ارجيـه رجـوى الممحليـن قــرون
ان صـاح صيـاح النذيـر لقيتـهـم ….. على سروج طوعات المهـار يجـون
ترعى بهم جـرد الرقـاب و تنثنـي ….. ولهـم صليل المرهفـات الـحـون
لكن خرير الدم من ضـرب شلفهـم ….. كما ناضح الما مـن عيـون شنـون
ياليتنـي معهـم علـى كـور وجنـا ….. ويبـرى لهـا وقـم الـربـاع ودون
من عقبهـم يـا دار لا علـك الحيـا ….. ولا أخضرجالك بالسنيـن اغصـون
يذكر الرواة من العواسج البدارين في ثادق والمحمل بأن العواسج من البدارين بعد نزوحهم من وادي الدواسر مع بقية أبناء عمومتهم البدارين رغبوا في الاستقرار في شمالي ثادق وحفروا بئراً أسموها (رجّاسة) وغرسوا فسائل النخل ، وفي عام 1015هـ انتزع محمد بن حنيحن وأخوه عبد الله البير وغرسوه وتداولته ذريتهم من بعدهم. ونزل آل عوسجة في ثادق واستولوا عليها، وفي عام 1079هـ نزل بعض العواسجة من البدارين الصفرات بالمحمل.
أما آل عامر البدارين الدواسر فكانت أول منازلهم في عودة سدير، ويذكر البعض أنه كان معهم آل خميس وآل راجح البدارين وانتقلوا بعد ذلك إلى جلاجل وروضة سدير والغاط، كما يذكر أنه في منتصف القرن الحادي عشر للهجرة كان النزوح الثاني والأخير للبدارين (النزوح الأول كان في النصف الثاني من القرن العاشر للهجرة تقريباً) من خيران (من البلدات التي كانت مقر تواجد البدارين شمال وادي الدواسر، وهي قريبة من تمرة، وتقع غرب مدينة السليل بحوالي 20كم) ليكونوا مع أبناء عمومتهم الذين نزحوا سابقاً لإقليمي سدير والمحمل.
تنويه الموقع:
بعض ما ذكر هو من الروايات التاريخية التي تحتاج دراسة وبحث.