نسبه ونشأته:
الشيخ عيسى بن عبدالعزيز بن عيسى بن محمد بن عبدالحميد بن عيسى بن خريف، من آل خريف أمراء أشيقر من آل المحمد الوهبي الحنظلي التميمي، وُلد في بداية القرن الرابع عشر الهجري في بلدة عودة سدير، حيث نشأ وترعرع. تربى في رعاية والده ووالدته موضي بنت عبدالكريم بن معيوف الوهبي الحنظلي التميمي.
تعليمه:
تعلم الشيخ عيسى القراءة والكتابة، وحفظ وتلاوة القرآن الكريم في مدرسة الكتاتيب بعودة سدير، حيث تلقى تعليمه على يد والده الذي كان يدرس في جامع العودة، وكان والده من النظار والكتّاب الشرعيين، واشتهر بخطه الجميل. كما تلقى العلم على يد الشيخ عثمان بن إبراهيم أبو حيمد، إمام جامع العودة، واستفاد من قضاة سدير الذين عاصرهم في الإقليم. تميز الشيخ عيسى بين أقرانه، وعُرض عليه تولي منصب القضاء لكنه رفض.
زواجه:
تزوج من ابنة عمه ولم يرزق منها بذرية فطلقها، ثم تزوج من سارة بنت فيصل العيسى، وبعد زواجه من سارة انتقل للعيش في تمير، ثم عاد للعودة وبقي فيها حتى وفاته رحمه الله، وليس له عقب.
من عاصر الكتّاب الشرعيين وأئمة جامع العودة:
– والده عبدالعزيز بن عيسى بن خريف، له كتابات من 1305هـ حتى توفي.
– عثمان بن إبراهيم أبو حيمد، إمام جامع العودة وكاتبها الشرعي.
– عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالله بن عمران، إمام جامع العودة وكاتبها الشرعي.
– محمد بن حسين بن سلطان، إمام جامع العودة وكاتبها الشرعي.
– عبدالله بن محمد بن حسين، إمام جامع العودة.
– سعد بن محمد بن حسين، إمام جامع العودة.
– حمد بن علي بن عبدالله بن عمران، كاتب شرعي.
– زيد بن محمد بن حسين، كاتب شرعي.
أبرز الأعمال التي تولاها:
– تولى الشيخ عيسى التعليم في جامع عودة سدير، وكان يقوم بإمامة المصلين عند غياب الإمام، حيث انتفع أهالي عودة سدير بعلمه، إذ كان يفتيهم في أمورهم ومسائلهم الدينية، وقد عرف بأخلاقه الحسنة وتواضعه وحسن معاشرته، وكان مجلسه مقصدًا لأهل الأدب والعلم، حيث يجتمع لديه شعراء عودة سدير.
– عمل ككاتب شرعي في بلدة عودة سدير وبعض البلدات الأخرى في سدير، وكان من كتّاب العقود والمواثيق، إذ قام بكتابة ونسخ الكثير من الوثائق في مختلف بلدات سدير.
– اهتم الشيخ بالتاريخ والأنساب، وخصوصاً في العودة، وله كتاب مفقود أسمه (الأصول).
– كان يقرض الشعر، يذكر أن له قصيدة شهيرة في مدح الملك عبدالعزيز آل سعود، رغم أننا لم نطلع عليها. وقد برع في نظم الشعر بنوعيه الفصيح والنبطي، وتميز شعره بالقوة والجزالة. حفظها بعض جلسائه أو رواة الأخبار.
ومن قوله في الشعر يسند على عبدالله بن قاسم:
| يا بو نجم تشكي ضهد قلّة المال | ودنيًا تقلب كرةٍ بعد كرّه |
| دنیًا تقلب بتلوّن لها أشكال | يوم عليك ومرةٍ لك ومره |
| تنكف عليك ودايل الكون يندال | تسقيك کأس النكد حلوه ومره |
| واعرف ترا الأقدار تجيك من عال | وصبرٍ على المقدور خيره وشره |
| لا تحسب أن الله عن الخلق غفال | الله ما ينسى من المخلوق ذره |
| الملك ملكه والتصرف والأفعال | والله ما تملك من الملك ذره |
| يصبح لعبده حال ويمسي له أحوال | يجرى الفلك بأحوال ثم يفره |
| بأمره تصير الحال حالٍ وتنحال | حالٍ على ما أراد فرهً وكر |
| واعرف ترا الأيام تمضي بك اعجال | تطوي أجلك لين تاصل مقره |
| قبرٍ مهيل تشرف أحوال وأهوال | ويومٍ عبوسٍ لللافيه حسره |
| من عظم هوله شيّبت فيه الأطفال | يومٍ عظيمٍ مستطيل بشره |
| يرفع به المظلوم ويخفض به العنال | الظالم اللي زاد بطره وضره |
| وصحايفٍ تطوى وتنشر بالأعمال | وخبات عدن للموحّد مقره |
| وجسرٍ على نارٍ بها أنكال وأغلال | مقدّرٍ كل الخلايق تمره |
| ليصار هذا صايرٍ فاطوى الأمال | عن كل مخلوقٍ ولو در دره |
| وارجي عسى الاله اللي لما اراد فعال | يقضى على المخلوق نفعه وضره |
| واحذر جميع الناس في كل الأحوال | الا جليسٍ نايل به مسره |
| واعرف ترا في الناس شامت وعذال | ونحام مقصودةً لشرٍ يجره |
| واحذر امصافات السفل هم والأنذال | وراعي الخنا يا صاح يجلب مضره |
| واعرف ترا في الناس فدمٍ ورجّال | وشكلك أنا ما ظن بالي يغره |
| الأمر ما يشكل على واعي البال | عقله دليلٍ له على ما يسره |
| والناس قد مالو على صاحب المال | کم واحدٍ به طال سّبره و سره |
| كم خيرٍ قد نال بالمال الأمال | و کم من بخیلٍ نايلٍ به مضره |
| ورجلٍ بلا مال يقولون غفال | مسكين ايخبّئ في ربعه المغره |
| ومن كان له مالٍ يقولون رجال | هرجه كما نظم اللأكي ودره |
| ولا تحسب أن المال يدرك بالأمال | أو يجلبه حرص حريصٍ أو يجره |
| الرزق يقسم مثل مكتوب الأجال | امقدرٍ للعبد خيره وشره |
| وإن كان حظك يافتى الجود قد مال | ودارت عليك من المقادير كره |
| فارحل عن الدار الوبية عسى البال | ينساح مع ربعٍ على كور حره |
| تطوي بعيد البيد والهم ينجال | وتبعدك عن دار العذاذيل مره |
| امّا تنال المال ويبلغك الأمال | وتسر مظنونك وضدك تضره |
| والا تريح النفس من هم واشغال | وكثر التمنّى للفتى ما يسره |
| وصلاة ربي عد ماهل همال | أو مالاح نجمٍ واختفى في مقره |
| على النبي كد عد من قال | دنيًا تقلب كرةٍ بعد كره |
وله كذلك:
| يا لله یا علام خافي السراير | يا للي على ما أراد تجري المقادير |
| علام ما تطوي عليه الضماير | وما يفعل المخلوق شرٍ ومن خير |
| يجري الفلك بأمره بما راد صاير | حکمٍ على علمٍ وحلمٍ وتدبير |
| تفرج لمسكين من الهم حاير | قلبه من الضيقات يكفخ كما الطير |
| جفنه قذا عن لذة النوم ذاير | ظيمٍ على ظيمٍ وهضمٍ و تناكير |
| وحرّق عزام الجاش حامي السعاير | وامصبر نفسه على الغبن تصبير |
| غبنٍ على غبن وهم وخساير | دهردها نادمّر الحض تدمير |
| كسرٍ مهم ما تثيب الجباير | لعاد في حض الفتى ماش تجبير |
| إلى جذت بالعبد والحض باير | عزي لحاله طاح ما عاد من خير |
| وإلى بار حظ العبد تعما البصائر | ما عاد يميّز وردها والمصادیر |
| ورجلٍ بلا حظٍ مع الناس خباير | أرنب سلف بين الملاويح والطير |
| ومن بار حظه قيل داس الكباير | وجارت عليه أوباشها والجزازير |
| وإلى بار حظك فأنت في الناس باير | مثل الغريب إللي رمته المقادير |
| وإلى تراد الحظ جالبا العباير | سلط عليك من الملا كل شعيّرير |
| والحظ يرفع كل سقطٍ وساير | لو كان فدم من أرذال العطاطير |
| حظي برك وأظن ما هوب ثایر | مدري عيا وإلا في مستدخل طير |
| ما هوب حظي بي مع الناس ساير | يمشي وحيدٍ قزر العمر تقزير |
| يا حظي يالمقرود يا با الكباير | ياللي رماني بين عذال وامشير |
| ليته ايساعفنى واسوق البشاير | لو كان في حين كما كمحت الطير |
| لا شك ينحاني عن الدرب جاير | ما هوب ايما عنّي على نية الخير |
| تقطعت في الكف منه المراير | وبقيت حاير يالملاويش اباصير |
| ما مثل حظي في جميع الجزاير | إللي حوى كل المعاني بتقصير |
| غشن على كبدي كما السم سایر | الله لا يذكر صدى الحظ بالخير |
| تدبّرت وصارت علينا كساير | نصبر على ميلاتها والمقادير |
| كم حاكم قبلي يجر الجراير | بدما العدى قد عطّر السيف تعطير |
| دارت علیه أیامها بالدواير | وأمسى بغيضٍ شقّر الكبد تشقير |
| وكم واحدٍ حظه بما أراد ساپر | وكم واحدٍ درباه في غبة الهير |
| وحظ الفتى بالمال نعم الذخاير | للرجل ينهض به كما الجنيح للطير |
| ومن قل ماله جنّبته البراير | لو كان؟ جبّر النفس تجبير |
| والفقر شين في الرجال الحراير | يقصر هقًا ويهم عن الشر والخير |
| وما دبر الباري على العبد صابر | ماله مفر عن سهوم المقادير |
| لو كان طيرٍ بالجناحين طاير | من عالٍ ترميه في جمة البير |
| وصبر على المقدور لو جار جاير | وارضا المدبر من إلهك وقل خير |
| لعل حظك عقب الياس ثاير | الله كريم يتبع العسر تيسير |
| وصلوا على المعصوم للرب غاير | إللي بكفه جدار الأصنام تكسير |
وكذلك:
| الله يالولا القاف وإدلال إنظاف | ونجرن إلى حرك يجي له زعانيف |
| لعوي كما الميلاف من بين الاسلاف | واحن وارزم ذاك طبع المواليف |
| ولي ونةٍ منها تزلزل جبـل قـاف | والساحل المطاف مع نجد والسيف |
وأيضاً:
| اشكي اللي بالحشا جاله فعول | بالمودة داسني دوس النعال |
| هايف الخصرين والمبسم كتول | ولتهيا العنق ياعنق الغزال |
وقف الشيخ عيسى بن خريف:
افتتح الأستاذ محمد بن عبدالله العيسى، الوكيل الشرعي لوقف الشيخ عيسى ومنزله بعد والده، بيت الشيخ عيسى في عودة سدير بعد ترميمه، وذلك خلال احتفال عيد الفطر المبارك في 2 شوال 1434هـ. كما قام بنقل متحفه الشخصي، الذي استغرق في جمع مقتنياته على مدى أربعين عامًا، ليصبح أحد المعالم البارزة في القرية التراثية بعودة سدير. يضم المتحف العديد من القطع الأثرية الفريدة والنادرة، مما يجعله وجهة مميزة في القرية التراثية في عودة سدير.
وفاته:
توفي رحمه الله في أخر سنة 1382هـ، عن عمر يناهز 80 سنة، وله وصية مؤرخة سنة 1365هـ، وجددها وأضاف عليها سنة 1378ه.
المصادر:
– النبذة عن الشيخ من الأستاذ خالد بن برغش البرغش من أهالي تمير.
– القصيدتين الأولى والثانية من مخطوطة (لباب الافكار في غرائب الأشعار) لراوية الشعر النبطي وتاريخ وقائع نجد لمحمد بن عبد الرحمن بن يحيى، وهما تحتاجان تحقق للتأكد من أنهما له.
تنويه:
القصيدتين الأولى والثانية تحتاجان تحقق للتأكد من أنهما له، كما ربما فيها أخطاء كتابية مع النقل من النص المخطوط.