رسم تخيلي للقصر
تمهيد:
يعتبر قصر جَمّاز من المواقع الأثرية المتميزة في عودة سدير، وفي الحقيقة لا توجد معلومات تاريخية دقيقة وموثوقة عنه، وكل ما كتب عنه لا يعدو أن يكون استنتاجات ربما تخطيء وربما تصيب.
الموقع:
بُني القصر في موقع مميز مطل على وادي سدير، ويقع حسب إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، 25°32’34″N 45°42’19″E
وصف موقع قصر جماز في عودة سدير
المبنى مربع الشكل تقريباً، يبلغ إجمالي طول أضلاعه (146.5 متراً تقريباً)، وتبلغ مساحته الإجمالية (1350 متر مربع تقريباً) حسب قياس خرائط جوجل إيرث، بارتفاع (679 متراً تقريباً) عن مستوى سطح البحر.
الموقع في وضعه الحالي متهدم (حسب الصورة أدناه)، ولكن من خلال المشاهدة يتضح أنه أساساته بنيت من الحجارة، وبعدها أكمل البناء من اللبن (نوع من الطوب الطيني المستطيل، يصنع من خليط من التربة الطينية والقش، ويترك مدة تحت الشمس ليجف) كما هو أسلوب البناء المتبع في نجد، وفي زوايا المبنى أبراج، وداخله بئر، وفيه منحدر ربما يكون منحاة، كما أن هناك بقايا أخرى لأسس حجرية مرتبطة بالمبنى، ربما تمثل قنوات خارجية تستخدم لتصريف المياه خارج المبنى.
الموروث لدى العامة:
ما يذكره العامة ويتداولونه، أن قصر جماز في عودة سدير وغيلان يعودان لأخوين، وبنى كل واحد منهما قصره، إلا أن هذا الموروث لا يمكن أن يعول عليه كثيراً، فربما أن أحد الأشخاص فسر وجود القصرين بهذا التفسير، وتناقله الناس.
نظرة تاريخية:
ذكر الرحالة أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود الشهير بالهمداني (ت 334هـ) في كتابه (صفة جزيرة العرب)، عند وصفه لعارض الفقي: “فأول قراه جماز، وهي ربابيَّةٌ مَلْكانِيَّةٌ، عَدَوِيَّةٌ، مِنْ رَهْطِ ذي الرمة”.
كذلك ذكرها ياقوت في معجم البلدان ما نصه: “جزع بني حَمَّاز (ربما أنها تصحيف والصحيح جَمَّاز) وهم من بني التيم عَدِي، وهو واد باليمامة” عن الحفصي.
الزمن التقريبي قصر جماز في عودة سدير:
كشفت الحفريات الأثرية في المنطقة عن العثور على كسر لأواني مزججة وغير مزججة بلون أخضر ولون أزرق، وكسر فخارية حمراء، جميعهم متكسرة ومفقودة الأجزاء، والتي ربما تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة (من السنة الأولى للهجرة الموافقة 622م، إلى نهاية الدولة الأموية 132هـ الموافقة 750م)، ربما أنها مصنوعة محلياً أو مستوردة من أماكن مجاورة.