القصيم، محافظة الشماسية، حي البدع، حوطة الفعيم.
عبدالله الملقب بـ (فعيم)، (وإليه يرجع اسم أسرة الفعيم).
تم تأسيس قصر الفعيم منتصف القرن الحادي عشر الهجري تقريباً.
– تصدى للسرية التركية التي أرسلها خورشید باشا للشماسية سنة ١٢٥٣هـ تقريباً.
– استضاف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سنة ١٣٣٣هـ.
قام سليمان بن محمد بن ملحم الفعيم بترميمه وتجديده سنة ١٤٢٦هـ.
يعد قصر الفعيم الأثري موقعاً تراثياً عمرانياً محمياً بموجب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وتسجيله في هيئة التراث كمعلم سياحي فئة (أ)، من المباني ذات الأهمية العالية، وهي أعلى درجة في تصنيف سجل التراث العمراني، حيث يقدر عمره بأكثر من (٣٠٠) سنة تقريباً.
تتبع محافظة الشماسية منطقة القصيم، وتقع شرق مدينة بريدة بحوالي 35 كيلو متراً، يحدها من الشرق الجبال ومن الغرب النفود.
والشماسية أحد مشتقات الاسم شماس، وورد في كتاب (المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية) للشيخ حمد الجاسر ذكر لبعض أسماء المواقع التي تحمل اسم شماس أو مشتقاته، فذكر غير الشماس (البلدة التي كانت بالقرب من بريدة) والشماسية، المواقع التالية:
– الشماس: من موارد الفراعنة من سبيع بمنطقة رنية، في إمارة مكة المكرمة.
– آل شماس: في خميس مشيط، بمنطقة إمارة بلاد عسير.
– الشماسين: من قرى وقدان في إمارة الطائف.
أما حول تاريخها، وزمن تأسيسها، فلم نجد معلومات دقيقة مبنية على مصادر تاريخية وبلدانية قديمة تتحدث عن البلدة قبل الألف الهجري، وربما يعزى ذلك كوننا نجهل الاسم القديم لها إن وجد، أو كونها بلدة لم تحدث فيها أحداث تستدعي من المؤرخين تسجيلها، أو ربما أنها ليست على طريق سفر واضح كطريق الحج فتذكر، أو طريق تجارة رئيسي فيشار إليها.
إلا أن – كما قلنا سابقاً – موقعها الاستراتيجي من حيث أنه يحدها من الشرق الجبال (حماية أمنية) ومن الغرب النفود (مناطق رعي)، وأرضها خصبة، وفيها وفرة مياه، وكل هذه الميزات هي أساس الحياة في ذلك الزمن، لذا يصعب تصور أن يكون تأسيسها قريب، وإن تعاقب عليها السكان والنازحين.
هناك العديد من الأسر البدرانية (من قبيلة الدواسر) في الشماسية، وترجع جميعها إلى خمس أسر أساسية، وهي (الترتيب هجائي):
– البو علي.
– الصعب: من ذرية مطير بن صعب.
– العبدالقادر: من ذرية مطير بن صعب.
– الفعيم: ذرية عبدالله (الأول) الملقب فعيم.
– المطرودي: من ذرية مطير بن صعب.
كون حديثنا هنا عن قصر الفعيم الأثري، فسنتحدث عن أسرة الفعيم، فالموجود من أفراد الأسرة حالياً هم ذرية عبدالله بن دبيان بن ملحم بن سليمان بن عبدالله (عبدالله الأول، والملقب فعيم، هو من قدم إلى الشماسية من بلدة النبقية في بدايات القرن الحادي عشر للهجرة تقريباً، وأسس فيها حوطته التي تسمى (حوطة فعيم) بمصب شعيب الشطب، وهو أكبر مسيل في بطين الشماسية، وهذا الموقع الاستراتيجي لحوطته (وقوعها في مصب أكبر شعيب يسيل بطين الشماسية) يدل على قدم وجوده في البلدة، وكذلك هو من بنى القصر (المشار إليه أعلاه) في حوطته تلك.
وللتفصيل في ذرية عبدالله الأول (مؤسس القصر، وحوطة فعيم)، نذكر ما يلي:
– عبدالعزيز: وله ولدان: ملحم، وعبدالله، وهذان الولدان لم يعقبا وانقطع بوفاتهم فرع عبدالعزيز.
– سليمان: وله عقب ولد واحد هو: ملحم.
– ملحم: له ولد واحد هو دبيان.
– دبيان: له ولدان، هما: ملحم، وعبدالله.
– ملحم: لم يعقب له فانقطع.
– دبيان: منقطع.
– محمد: الملقب بالعميري، وهو جد فرع العمارى.
– سليمان: جد فرع السليمان.
– عبدالمحسن: منقطع.
– عبدالعزيز: الملقب بالاستاد، وهو جد فرع الستادا.
– حمود: منقطع.
– حمد: أنجب له عبدالله، وعبدالله أنجب له سليمان، وسليمان أنجب له بنتين، وهن الآن على قيد الحياة.
انتقل جد الأسرة (عبدالله الأول الملقب فعيم) من بلدة النبقية (شرق القصيم) إلى الشماسية بدايات القرن الحادي عشر تقريباً.
منذ القدم اشتغل كثير من أفراد الأسرة بالزراعة، مما أدى إلى تملك الأسرة لأراض زراعية كثيرة، وقد آل بعضها لأسر أخرى سواء بالبيع أو الإرث، يمكن اجمالها بما يلي:
– ملك الصريف: ملك قديم، يقع في بحيران في الصريف.
– حوطة فعيم: أرض زراعية بدعها عبدالله الأول (الملقب فعيم) في مصب أكبر مسايل البلدة، وهو شعيب الشطب، وفيها القصر الأثري الذي هو موضوع هذه المقالة، وفيها آبار ونخيل، وتسمى الآن حوطة الفعيم.
– سمحة الفعاما: أرض زراعية تقع غرب حي البدع.
– حوطة سمحة: أرض زراعية فيها بئر ونخيل.
– الثميلة: أرض زراعية فيها بئر.
– العلوة: أرض زراعية فيها قصر طيني وآبار ونخيل، وتقع في البرجسيات جنوب الشماسية بخمسة عشر كيلو متراً تقريباً.
– أم شيحة: أرض زراعية فيها آبار ونخيل، وتقع في البرجسيات جنوب الشماسية بثمانية عشر كيلو متراً تقريباً.
– قليب العميري: أرض زراعية فيها آبار ونخيل، وتقع في بلدة النبقية في شمال شرق القصيم.
– سموحي الفعيم: الملك المعروف بعد ذلك بـ”قليب غانم”.
– نغيقة: أرض زراعية فيها آبار ونخيل.
– لهدة: أرض زراعية فيها آبار ونخيل.
– حائط العتيق: أرض زراعية فيها نخيل.
– أرض مصلى العيد بالشماسية بحي البدع.
– أرض المسجد الجامع بحي البدع.
– المطينة في غرب حي البدع.
– أرض المدرسة السعودية وتقع شرق حي البدع.
– منح مجاري سيول لبعض المجاورين لأملاك الأسرة ليسقوا مزارعهم من سيل شعيب الشطب.
– قصر الفعيم التراثي: ويقع قصر الفعيم في حوطة الفعيم شمال شرق حي البدع بمحافظة الشماسية، وله أكثر من ۳۰۰ سنة، وقد تميز القصر بقوة بنيانه، وتكونه من طابقين على غير المعهود في زمنه، وفي إبان الحملة العسكرية التركية الظالمة على نجد بقيادة خورشيد باشا المعروف لدى أهل نجد بـ”خرشد” تعرض القصر لهجوم سرية من سرايا الجيش التركي، وذلك سنة ١٢٥٣هـ، وقد صمد أمام الهجوم التركي حتى تم الصلح، كما استضاف سليمان بن عبدالله بن دبيان الفعيم مقدم الأسرة في زمانه الملك عبدالعزيز آل سعود في هذا القصر بعد معركة جراب سنة ١٣٣٣هـ، وذلك إبان حروب تأسيس الدولة السعودية الثالثة، وفي سنة ١٤٢٦هـ قام عميد الأسرة سليمان بن محمد بن ملحم الفعيم (أبو أحمد) بترميم القصر، وصار معلماً من معالم محافظة الشماسية، تقيم به الأسرة مناسباتها، وتستقبل به ضيوفها وزوار المحافظة.
– قصر العلوة: يقع في البرجسيات جنوب الشماسية بخمسة عشر كيلو متراً تقريباً، وتمت عمارته في القرن الثالث عشر تقريباً، وقد وجد على بابه الحالي نحت لتاريخ صنعه في سنة ١٣٠١هـ، وهذا هو الباب الثاني للقصر لتلف الأول بسبب اشعال بعض اللصوص النار بالباب الأول، كما سبقه قصر طيني في جانب روضة العلوة وقد كانت أساساته موجودة إلى وقت قريب، وفي سنة 1417هـ قام عدد من أبناء الأسرة بتهيئة قصر العلوة ليكون مقراً دائماً لاجتماع الأسرة، ومن أجل ذلك تم إنشاء مباني حديثة وعمل ترميمات للمباني القائمة، ليكون قصر العلوة محلاً لمناسبات الأسرة واجتماعاتها، كما قام عميدة الأسرة السابق صالح بن حمود الفعيم بترميم مقاصير قصر العلوة الطينية، ولا زالت العلوة محلاً دائماً لاجتماعات بعض أفراد الأسرة خلال الإجازات الأسبوعية والفصلية طوال العام.
رحم الله كل من وردت أسمائهم أعلاه رحمة واسعة.
تنويه الموقع: تم أخذ معظم المعلومات أعلاه من إصدارات خاصة بأسرة الفعيم، وأهمها: نبذة موجزة في تاريخ أسرة الفعيم.