الموقع والتأسيس:
يقع قصر المصمك شرق قصر الحكم في قلب مدينة الرياض، وهو من المعالم التاريخية التي ارتبطت بتاريخ المملكة العربية السعودية. يعود بناء هذا الحصن إلى الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود (رحمه الله) في عام 1282هـ (1865م)، ليكون حصناً عسكرياً يحمي المدينة ومركزًا للحكم في ذلك الوقت.
التسمية:
شُيِّد قصر المصمك من اللبن (الطوب الطيني)، مما منحه متانة وصلابة استثنائية. في الأصل، كان يُعرف باسم “قصر المسمك”، وذلك نظرًا لسمك جدرانه، إلا أن نطقه تحوَّل تدريجيًا بين العامة إلى “المصمك”، حيث استُبدل حرف السين بحرف الصاد، ليصبح الاسم الذي يُعرف به اليوم.
دوره في استعادة الرياض:
يُعد قصر المصمك أحد أهم المعالم التاريخية المرتبطة بتأسيس المملكة العربية السعودية، إذ كان شاهدًا على معركة استعادة الرياض عام 1319هـ (1902م) بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله). ففي تلك الليلة الحاسمة، اقتحم الملك عبدالعزيز (رحمه الله) القصر برفقة رجاله، وتمكن من استعادة الحكم، ليكون ذلك الحدث نقطة انطلاق لتوحيد المملكة العربية السعودية.
التصميم المعماري والمرافق:
يتميز قصر المصمك بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس الطراز النجدي التقليدي، ويتألف من عدة عناصر رئيسية، منها:
التحول إلى معلم سياحي:
شهد القصر عمليات ترميم واسعة، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، تم تحويله إلى متحف تاريخي يعرض تفاصيل معركة استعادة الرياض، بالإضافة إلى مجموعة من الصور والأسلحة القديمة التي استخدمت في تلك الفترة. واليوم، يُعد القصر وجهة سياحية بارزة في الرياض، حيث يجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها لاستكشاف تاريخها العريق.
الخاتمة:
يظل قصر المصمك شاهدًا على مرحلة مفصلية في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث لعب دورًا محوريًا في توحيد البلاد وبداية عهد جديد تحت قيادة الملك عبدالعزيز. ومع حفاظه على طابعه التراثي، أصبح اليوم معلمًا وطنيًا يعكس أصالة الماضي ويخلد ذكرى البطولة والتحدي.
صور إضافية للرياض:
ساحة الصفاة في منطقة قصر الحكم وجامع الإمام تركي وبربطهما جسر المالية
بوابة تطل على قصر الحكم
الرياض عام 1370هـ