بقلم: عبدالله بن عبدالعزيز الغزي
نحن في مقام البحث العلمي بحاجة إلى التعامل الطبيعي مع تراثنا وفق مناهج البحث الحديثة؛ فلا يمكن تقديم مخرجات ذات قيمة علمية إذا كان التعامل مع التراث – الذي هو مادة خام للباحث – محصورًا بمسلكي: “التقديس” و”التدنيس”!
المعرفة المشوهة
فلو أخذنا إحدى الشخصيات التراثية التي تكتسب سمعة سيئة للغاية لدى عامة الطوائف الإسلامية المعاصرة؛ كالجهم بن صفوان مثلاً، فلا يعقل أن نتعامل مع المروي عنه على منهج (إعادة الإنتاج)، لا على منهج (محاولة التفسير)؛ لأن المنهج الأول لن يضيف لنا شيئاً، بل سيوقعنا في معرفة مشوهة؛ لتناقض ما يُروى عنه، وبعض هذا المروي هو واقع في كتب الطائفة الواحدة، بل وفي الكتاب الواحد، بينما المنهج الثاني سيقدم لنا إضافة معرفية يمكن البناء عليها في سبيل تطوير معرفتنا بتراثنا وتاريخنا.
وهذا هو هدف البحث العلمي.