الشيخ الفقيه أحمد بن عبدالعزيز إبراهيم بن عبدالعزيز بن حمد بن سلمان، وُلد سنة 1315هـ في جلاجل، بلد آبائه وأجداده، ونزح مع أبيه إلى روضة سدير طلباً للعيش.
اعتنى به والده منذ الصغر، فأدخله كُتاب الشيخ عبدالله بن فنتوخ، إمام جامع روضة سدير وخطيبها آنذاك، فدرس عنده القرآن وختمه قبل التاسعة من عمره.
ولما بلغ سن التاسعة توفى والده، فرجع مع بعض إخوته إلى بلدهم (جلاجل) وكان هو أكبر إخوته الأشقاء، وله إخوه من الأب، فلما رجع إلى بلدته حثته أمه على طلب العلم وشجعته على ذلك.
وهكذا سافر إلى الرياض سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، والتحق بدروس علَّامتها المقدم الشيخ عبد الله بن عبداللطيف وحضر عنده واستفاد منه.
ثم رجع إلى بلدته، ومنها سافر إلى الشيخ عبدالله العنقري المجمعة، ولازم دروسه، وبدأ القراءة عنده وصار أخص أصحابه، وكاتبه، وأعانه في أعماله جميعها، يصاحبه حيثما ذهب أو ارتحل، وعلق كل منهما بصاحبه، حتى قال الشيخ محمد بن سليمان قاضي بلدة العمار: “إن الملك عبد العزيز رحمة الله لما كان يراه معه دائماً يقول: هذا ولد العنقري، وذلك لكثرة ملازمته إياه.
في عام 1342هـ ألزمه الشيخ عبدالله العنقري بإمامة جامع جلاجل.
كما تولى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان هذا المنصب في ذلك الوقت يعني توليه جميع شؤون البلد الدينية والاجتماعية من إمامة وخطابة وعقود أنكحة ومبايعات ومغارسات والفصل بين الخصوم.
وكان الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم آل سلمان المترجم محبوباً لدى عامة أهل البلد، مسموع الكلمة، لا يخرجون عن رأيه، ويأتمرون بمشورته، ويحضر عنده الخصوم فيحكم بينهم، ويقوم كل منهم وهو راض.
ثم عُرض عليه القضاء فامتنع امتناعاً شديداً، تورُّعاً منه وحيطة لدينه، إلا أنَّ الملك عبد العزيز رحمة الله أَلزمه بالقضاء في تيماء، واستدعاه للرياض لإجراءات تعيينه، فأصابه همّ عظيم وكرب، وألمَّ، وجاء إلى الشيخ محمد بن إبراهيم يطلب الشفاعة لدى الملك، فشفع له الشيخان عبدالله العنقري والشيخ محمد بن إبراهيم فسمح له، ورجع إلى بلده جلاجل.
في عام 1401هـ أصابه مرض في قدميه، فدخل المستشفى، ثم لزم البيت، وساءت صحته، حتى ثقل الكلام عليه في أواخر حياته، إلى أن مات في 23 جمادى الثاني 1405هـ في جلاجل.
المصدر: علماء نجد خلال ثمانية قرون/ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام. الرياض: دار العاصمة، 1419هـ.