بقلم: إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
24 جمادى الآخرة 1445هـ / 6 يناير 2024م
لا يكتفى بمجرد شياع في النسب لا يُعرَف أصله.
والواجب على النَّسَّابة التَّقِي أن يتحقَّق من شُهرة البيوت في كتب النَّسَب والتواريخ والوثائق، وإن طال زمانها؛ إذ قد تكون شُهرةً حادثةً لا أصل لها، قامت على شهادة نسَّابين أو مؤرِّخين فاسدين، أو متساهلين، أو فيهم غفلة، أو نشأت عن شهادة أفرادٍ متساهلين من القبيلة المُنتسَب إليها، ومرَّ على هذه الشهادات سنون، وبذهاب الجيل الذي يَعرِف أصل هذه الأسرة اختلط الأمر على الناس؛ لعوامل أهمُّها: الجهل، فأصبح العوامُّ والخواصُّ ينادونهم بالنَّسَب الحادث.
شياع في النسب لا يعرف أصله
وقد تبدو هذه الشَّهادات المزيفة لغير المتخصِّص صحيحة، لكنَّ النَّسَّابة البصير المتمكِّن قادرٌ على كشف زيفها وبيان العلل القادحة فيها؛ وذلك بدراستها في حيِّزها الجغرافي والزَّمني، ومقابلة ذلك بما هو مُدوَّن في كتب النَّسَب والتَّاريخ، أي إنه يبحث عن أصل الشُّهرة ولا يكتفي بمجرد شيوعها الحـادث دون معرفـة مصـدر ذلك، ولذلك قال العـلَّامة تاج الدين السبكي (ت: 771هـ): “لا يكتفى بمجرد شياع لا يُعرَف أصله”.