د. تركي بن عبدالله بن حميد العوفي الحربي
ملخص البحث:
يتناول البحث دراسة طرق حديث ولد سبأ العشرة:، والذي يعد أصلاً في بيان قبائل العرب القحطانية اليمانية، الذين هم نصف العرب كما هو معلوم في علم الأنساب.
فاستقرأ الباحث طرق الحديث، ليصل البحث إلى نتيجة مفادها: أن الحديث مروي عن أربعة من الصحابة، وهم: (فروة بن مسيك المرادي، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمر، وتميم الداري) رضي الله عنهم، وأن جميع تلك الروايات ضعيفة ضعفًا شديدًا، بحيث لا يصلح شيء منها للاعتبار، لشدة ضعف أسانيدها ونكارتها وغرابتها، بحيث لا يروى بها غير هذا الحديث، ولنكارة متنه جملة، حيث هو أشبه بكلام علماء الأنساب منه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يؤثر عنه كلام في الأنساب، إلا ما كان من ذكر نسبه الشريف إلى عدنان، بل إنه قد أحال حسان بن ثابت رضي الله عنه في معرفة أنساب قريش – وهم قومه – إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كان عالمًا بأنساب قريش، بل إنك تعجب من بعض ألفاظ الحديث التي تجد فيها الفصل في الخلاف الواقع في أنساب بعض القبائل، وهو قوله: (وما أنمار؟ قال: هم الذين منهم بجيلة وخثعم)، وهي مسألة معروفة عند علماء الأنساب، وهي اختلافهم في بجيلة وخثعم، إلى أي أنمار تنسب إلى أنمار العدنانية، أم أنمار القحطانية، كذلك ما في متن بعض طرقه من ذكر نزول الآيات في سبأ بعد إسلام فروة بن مسيك، والآيات مكية بلا خلاف، وإسلام فروة متأخر جدًا، وعليه فلا يصح القول بصحة أو حسن هذا الحديث، ولا حتى اعتباراً، لنكارة أسانيده، ونكارة متنه، والله أعلم.
متن الحديث:
“قال رجل: يا رسول الله، ما سبأ، أرض أو امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة، فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة”.
هذا متن حديث الترمذي، وغيره يرويه مثله أو نحوه، مع زيادات عند بعضهم.
المصدر:
حديث ولد سبأ العشرة: تخريجاً ودراسة حديثية/ تركي بن عبدالله بن حميد العوفي الحربي. مجلة البحث العلمي الإسلامي، ع 46، شعبان 1444هـ، فبراير 2023م، ص ص 187-204.