يحيط ببلدة عودة سدير أربعة حوامي (أسوار) مبنية من الطين، وتتألف من عدة طبقات من الجدران متلاصقة، تصل بعضها أحيانًا إلى ثلاثة جدران. يتميز السور الأول بإحاطته بالبيوت، في حين تحيط الجدران الثانية والثالثة بمزارع النخيل، والجدار الأخير حاضن لكامل البلدة، مما يوفر وسائل دفاع متدرجة، ويتميز عرض الحوامي بقياس كبير يصل إلى 2 متر.
تتميز حوامي عودة سدير بوجود أبراج وهمية تتداخل مع السور لخداع المهاجمين، فعند النظر من الخارج، يظهر البرج بشكل بارز في السور، في حين هو من الداخل كتلة من الطين. أما الأبراج الحقيقية (المقاصير) فتكون في وسط الحوامي، وهي صعبة التمييز، وتتصل بالبيوت الملاصقة للسور، وأبرز هذه المقاصير: الزغيري، والحميدية، والبطيحاء، والشويش، والعمران، والزيادي، بالإضافة إلى البرج المجاور لباب البر. ويمكن من داخل هذه الأبراج رصد حركة المارة بدقة، وحتى استهدافهم بنيران البنادق عند الاقتراب.
مرقب العمران
تتميز حوامي عودة سدير أيضًا بوجود بوابات سرية يعرفها سكان البلدة من خلال علامات بارزة في السور عبارة عن حجر بارز، وتستخدم للدخول والخروج في حالة الحصار.
كما توجد غرف صغيرة داخل حوامي عودة سدير لتخزين الحبوب والتمور، مغلقة من جميع الجهات لمنع استيلاء الجيوش الغازية على الموارد الغذائية من تمور وحبوب عند دخولها البلدة.
وفي أسفل هذه الحوامي، في جهة الجبال المحيطة بالبلدة توجد وضايم صغيرة تسمح بدخول المياه النازلة من تلك الجبال دون أن تلحق الضرر بسور البلدة بسبب تجمع المياه حول السور، كما أن حجمها الصغير لا يسمح بدخول الغزاة داخل البلدة من خلال هذه الوضايم.
المرقب:
يُعد مرقب عودة سدير (برج مراقبة) شاهد من شواهد عودة سدير التراثية، ومعلم أثري من معالمها، وهو يقع على ربوة جبل مرتفعة غرب بلدة العودة، وترتفع الربوة عن ما يجاورها بحوالي 30م.
وهو مطل على عودة سدير، ويكشف البلدة كاملة وما حولها من الأودية والشعاب، ويستخدم سابقاً للمراقبة تحسباً لأي هجوم على البلد زمن اضطراب الأمن، ويقيم فيه الرقيب (المراقب) وفي حال لاحظ أي أمر يستدعي تنبيه أهل البلدة يقوم بإخطارهم من خلال إطلاق نداء ليقوموا بأخذ الحذر والاستعداد للخطر الداهم.
المراجع:
– قناة عثمان بن حمد العيسى على اليوتيوب.
– التحصينات الدفاعية السعودية/ الزبير عبدالقادر مهداد. مجلة الدفاع، العدد 93، السنة 58، صفر 1442هـ، سبتمبر 2020م.