عنوان الكتاب: معجم الأسر النجدية فى الزبير.
المؤلف: عبدالباسط بن خليل بن محمد بن درويش.
بيانات النشر: بغداد: الرافدين للنشر والتوزيع، 2021.
الوصف: 328 صفحة؛ 24 سم.
خص المؤلّف العوائل القاطنة في الزبير عناية كبيرة مركزاً على الأسر النجدية حيث قام بإحصاء 573 عائلة وأسرة وبيتاً تعود بأصلها إلى نجد، مستعرضاً باستفاضة موطنها جغرافياً وتاريخياً وأبرز وجهائها ورموزها وأعلامها، ماراً على أسباب هجرتها إلى الزبير والظروف التي كابدتها، فضلاً عن الهجرات الداخلية والخارجية التي مرت عليها بسبب الحروب والكوارث التي عصفت بالبلاد.
ففي مقدمة الكتاب، يشير المؤلف إلى أن الزبير (بلدة تتبع البصرة، وتقع في جنوب العراق) كانت مستوطنة لأسر عربية يرجع أصلها إلى الجزيرة العربية استوطنت الزبير خلال فترة الفتوحات الإسلامية، ثم هاجرت إليها بعض الأسر النجدية حتى أصبحت الزبير بلدة نجدية خالصة.
كما يذكر المؤلف كذلك إلى أن الزبير كانت قبل الحرب العالمية الأولى تابعة للواء البصرة التابع لولاية بغداد، وكان حكمها ذاتياً بما يسمى المشيخة (نظام حكم محلي يكون فيه شيخ البلدة من عائلة معينة، ويتم فيها توارث المشيخة داخل هذه الأسرة أو القبيلة)، ومن ثم تحولت هذه المشيخة إلى ناحية أثناء الاحتلال البريطاني، وتم تأسيس بلدية لها وتعيين عبدالوهاب الطباطبائي مديراً لها. وتم عزل شيخها آنذاك، إبراهيم البراهيم الراشد في 11 ذي القعدة 1339 هـ. (الراشد من الحمد من أبو رباع من الحسني من عنزة أسرة معروفة في حريملاء، ذكر إبراهيم بن عيسى وابن لعبون في تاريخهما بما معناه: أن علي بن سليمان بن حمد ساوم ابن معمر رئيس العيينة على حوطة حريملاء واشتراها منه بثمن معلوم)
أدناه صور إبراهيم الراشد، وما ورد في تاريخ ابن لعبون:
من اليمين: حمود بن نایف بن سويط شيخ الظفير، ضاري بن برغش الطوالة شيخ الأسلم من شمر، إبراهيم بن عبدالله الإبراهيم الراشد شيخ الزبير، محمد بن صالح السبهان من شمر، مجموعة صور فلبي، الزبير 1918م
أما حول سبب هجرة أهل نجد إلى الزبير، يشير المؤلف إلى أن العوامل الطبيعية دفعت الكثير من أهل نجد للهجرة إلى هذه المنطقة، فالجفاف والقحط الذي اجتاح نجد في بعض السنوات وأدى إلى مجاعات أجبرت بعض سكان المنطقة على الهجرة إلى مناطق أخرى بما في ذلك مدينة الزبير، فقد تميزت الزبير بوجود المياه الجوفية التي تؤمن متطلبات الحياة والاستقرار (يذكر مؤرخو نجد في حوادث السنين: 1089هـ، 1136هـ، 1182هـ، 1197هـ، 1288هـ، 1316هـ، هجرات أهل سدير للزبير والبصرة وبلدات أخرى في العراق والأحساء والكويت).
كذلك كان الصراع السياسي في مناطق مثل سدير خصوصاً ونجد عموماً (غالبية أهل الزبير يعودون لبلدات من إقليم سدير) أسهم في تحفيز هذه الهجرة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من الكويت والبصرة، مما جعلها مكانًا ملائمًا للهجرة والاستقرار لبعض النازحين من نجد.
كذلك أشار المؤلف كذلك إلى الهجرة المعاكسة من الزبير، فذكر أنه عندما تأسست إمارة الكويت والمملكة العربية السعودية، واستقرت فيهما الأوضاع السياسية، وتحسنت الأوضاع الاقتصادية بسبب استخراج النفط، عاد معظمهم إلى السعودية والكويت، وأن بعضهم ربما يكون انتقل إلى دول خليجية أخرى، وكذلك مدن العراق الأخرى (لا يعرف أن أحداً من أهل نجد من أهل الزبير لا زال باقياً في العراق، وإن كان هناك من يدع ذلك فهذا يحتاج دراسة وتحقق).
مابين القوسين إضافة الموقع لإثراء المقال، وكذلك الصور، والوثائق، كما أن بعض المعلومات التي وردت فيه غير دقيقة، وتحتاج إلى مزيد من التحقق والدراسة.
ذكر الباحث أسماء بعض الأسر التي يرى أنها لا زالت باقية في الزبير، رغم أنه حسب المعلوم أنه لم يبقى من أهل نجد في الزبير أحد في الوقت الحالي، فجميعهم رجعوا للملكة العربية السعودية، والكويت بشكل خاص.