طسم وجديس
طسم وجديس (قبيلتان من العرب عاشوا في الألف الأول قبل الميلاد، وهم من سكان جزيرة العرب القدماء كالعماليق وعاد وثمود، الذين كانت لهم حضارات عظيمة) وهما ابني حام الأصغر بن سام، من الكمائم ، يقال أنهما نزلا أرض اليمامة (وتسمى الجو والعروض، وهي معدودة من نجد، وقاعدتها حجر وهي مدينة الرياض الحالية) من جزيرة العرب، وكان لهم بها حروب مع بني هزان من بني حمير، إلى أن غلب عليها طسم وجديس.
وكان الملك في طسم، ولم تزل جديس تحت ذل وانقياد لأختها طسم باليمامة، إلى أن انتهى الملك في طسم إلى رجل ظلوم غشوم (قيل إن اسمه عمليق) قد جعل سنته ألا تهدى بكر من جديس إلى بعلها حتى تدخل على الملك فيفترعها، ومر على ذلك زمان إلى أن أنف من هذه السنة رجل من جديس (قيل إنه سيد جديس وأن هذا الأمر أصاب أخته شموس*) يقال له: الأسود ( الأسود بن عفار)، واتفق مع باطنة (خاصة) له أن يصنع للملك وأصحابه طعاماً، ويدفنوا سيوفهم في الرمل، فاذا جلسوا للأكل ثاروا بهم ووضعوا فيهم السيوف، فتم لهم ذلك .
وفي ذلك قيل:
یا طلسم ما لقيت من جديس
إحدى لياليك فهيسي هيسي
لا تقنعي الليلة بالتعريس
فهرب رياح بن مرة الطسمي إلى تبع بن حسان بن أسعد ملك اليمن، واستنصر به، وقال : إنما كان ملوك طلسم عمالكم، وقد فتكت فيهم جديس، والانتصار واجب على همتك، فانتصر لهم، وخرج في جيش.
فلما كان من اليمامة على ثلاث مراحل، قال له رياح: إن لي أختا مزوجة في جديس، يقال لها اليمامة، فليقطع كل رجل منهم شجرة فيجعلها أمامه؛ ففعلوا ذلك، وأبصرتهم وقالت لجديس: الله أكبر! لقد سارت حمير! فكذبوها، فقالت: إني أرى رجلا في شجرة، معه كتف يتعرقها، أو نعل يخصفها.
فصبحهم حسان فأبادهم، وفقأ عين زرقاء اليمامة المذكورة (ذكر في بعض الرويات أنها ملكت اليمامة بعد طسم ، وهي أول من ملك من جديس، اختاروها لحكمتها وفضلها، وقد ذكر ابن فارس في أمثاله أن زرقاء اليمامة من جديس، وأنها ملكت اليمامة)، فوجد فيها (أي عينها) الاثمد (الكحل)، وهو الذي كان يعينها على حدة النظر مع ما ركب الله فيها من قوة البصر.
وصار الملك إلى طسم، ثم غلبت عليها بنو حنيفة (والذي يعود إليها آل سعود حكام المملكة العربية السعودية حفظهم الله وأدام عزهم وملكهم) من العرب المستعربة، ولم يبق منهم باقية.
* يقول في ذلك الشاعر المعاصر ناصر الفراعنة: وطسم حدّتها على حائط المبكى جديس … يوم شقت ثوبها بنت عفار شموس.
نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب/ ابن سعيد الأندلسي؛ تحقيق الدكتور نصرت عبدالرحمن. عمان: مكتبة الأقصى،ص ص 50 – 52.
تاريخ طسم وجديس
تنويه الموقع: مثل هذه الروايات لا يعلم ما صحتها، وما دقتها، ولكن من باب الاستئناس نوردها.