تقع منارة جامع عودة سدير(مئذنة) بجانب الجامع من الجهة الشرقية الجنوبية، وهي عبارة عن برج مخروطي (مستدقة) الشكل، بها بعض الفتحات المثلثة الصغيرة للتهوية والإضاءة، بنيت على قاعدة دائرية من الحجر، أسفل قطرها 5م وأعلاه 1م، ويبلغ ارتفاعها حوالي 23,5 مترًا، مكونة من ثمانية أجزاء، ولها باب من جهة الجامع من خلاله يكون الدخول إلى درج حلزوني داخل المنارة (يلتف بعكس اتجاه عقارب الساعة)، يدور حول محور المئذنة ويصل إلى شرفة أعلى المنارة، حيث يقف المؤذن عليها ليرفع الأذان، ويعتقد أنها بنيت أواخر القرن الثالث عشر للهجرة.
بنى هذه المنارة الاستاد (بالدال وليس الذال، وهو لقب يطلق على معلم البناء، وهو تحريف لكلمة استاذ، وهي من الفارسي المعرب) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن حمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن حمد بن سلامة بن عمران العوسجي البدراني الدوسري (ولد سنة 1251هـ، وتوفي سنة 1332هـ) تقريبًا، من أهل الصفرات بإقليم المحمل، ويكنى براعي دقيل (جنوب دقلة بحوالي 1 كم، وهناك قصر معروف باسمهم، له ولوالده وجده من قبله، ولأبنائه من بعده)، وله بيت في دقلة كذلك، وهو من معلمي البناء الطيني المحترفين في المنطقة، ومتخصص في بناء منارات المساجد حيث بنى منارات عدة مساجد في حريملاء، وبلدات أخرى، وهو شاعر فحل معروف بقوة وجزالة شعره، وعاونه في بناء المنارة الاستاد حسين بن محمد بن حسين التمامي ومعه أبناؤه، وهم من العبادل من تميم، من عودة سدير، ومما يجدر ذكره أنه نبغ في بلدة العودة في القرن الرابع عشر الهجري عدد من أساتذة البناء، ومنهم الاستاد عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد أبو وحيمد؛ وهو الذي قام بإعادة تشييد جامع بلد الجنيفي القديم باللبن والحجارة، وكذلك جامع الخطامة، وذلك في أواخر القرن الرابع عشر الهجري.
العمران، حمد بن إبراهيم بن عبدالله. (2022). أوقاف جامع عودة سدير: وثيقة حصر وإثبات.مجلة وقف، ع 6، 71 – 139.