الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي البدراني ثم الدوسري، فهو من بطن آل عوسج أحد بطون (البدارين) الدواسر، القبيلة الشهيرة.
ولد الشيخ منيع ونشأ في بلدة (ثادق) عاصمة بلدان المحمل، وهي بلدة أسرة المترجم، فهم أهلها ورؤساؤها، وهم الذين أنشأوها وغرسوها في عام 1079هـ ثم سكنوها وتوارثوها، فصارت رئاستهم فيهم. (يعتقد أن هذا تاريخ عمارتها، ولكن تأسيسها يبدو أنه قبل ذلك التاريخ).
أخذ المترجم في طلب العلم على علماء نجد، فكان من مشايخه االعلاَّمة الشيخ عبد الله بن ذهلان، قاضي الرياض، والعلاَّمة الشيخ سليمان بن علي قاضي العيينة.
ثم رحل إلى الأحساء فأخذ عن علمائها، وأشهر مشايخه فيها الشيخ عبد الرحمن بن عفالق.
وجد واجتهد حتى أدرك إدراكاً تاماً في التوحيد والفقه وغيرهما من علوم الشرع، كما فاق غيره بالعلوم العربية .
ثم عاد إلى بلاده فتصدى للتدريس والإفتاء والإفادة، وجاءته الأسئلة من الأمكنة البعيدة، فأجاب بإجابات سديدة.
وألف رسالة سماها (النقل المختار من كلام الأخيار)، تقع في كراسة، رد بها على بعض علماء الشافعية من أهل الأحساء في مسألة (الرضا بالقضاء)، انتهى منه في عام 1111هـ، وهذه الرسالة رأيتها مخطوطة في بيت عمي سليمان بن صالح البسام، باسم (النقل المختار من كلام الأخيار في رفع الشنار) تأليف الشيخ الإمام والنحرير الهمام الشيخ منيع بن محمد بن منيع النجدي الحنبلي رحمه الله تعالى، وجاء فيها: إن مذهب الحنابلة لا يلزم الرضا بكل مقضي، فلا يلزم الرضا بالمرض والفقر والعاهة ونحوها، وذلك خلافاً لابن عقيل.
وليس واجباً على العبد الرضا بكـل مقضـي ولـكـن بـالقـضـا
حضرت مجلس علماء في الأحساء، فقال واحد منهم، يقال له محمد بن صالح بن دوغان : إن أهل نجد بعد الشيخ سليمان بن علي ليس لهم مدخل في علوم العربية، فباحثته فيه، فقال : إن كان في نجد مثلك يفهم النحو فهو يسمى نحوياً.
ذلك أن أخانا المنقور أرسل إلى الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عفالق رسالة، وفي خلالها بعض النظم، وكان إرسالها على يد مطوع لآل عفالق يقال له : محمد بن صالح بن زهير، وكان قد قرأ على الشيخ عبدالله بن ذهلان، فقال محمد بن صالح بن زهير: مثل هذا الكلام لا يقهم إلى الشيخ، وأراد من الفقير إصلاحه فأصلحته، فلما قرأه على الشيخ عبدالرحمن بن عفالق قال: ما أحد يقدر على هذا إلا منيع، عبد وقال ابن صالح: فضحكت، وقلت : هو منيع .
وقد أثنى على المترجم علماء وقته، فقال الشيخ العالم محمد بن ربيعة: “شيخنا وقدوتنا وبركتنا الشيخ الأجل الأوحد منيع بن محمد”.
توفي الشيخ منيع بن محمد بن منيع
المترجم في بلدة (ثادق)، آخر عام 1134هـ.
المصدر: علماء نجد خلال ثمانية قرون/ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام. الرياض: دار العاصمة، 1419هـ.
تنويه الموقع:
كان الشيخ منيع بن محمد بن منيع قاضي نجد لأمير الأحساء سعدون بن محمد بن غرير، والتي كانت إمارته في الفترة ( 1103 – 1135هـ).