الشيخ محمد بن حمد بن عباد الدوسري من آل عوسج الذين هم من بطن البدارين، وهو بطن كبير من قبيلة الدواسر، ومنازل هذه القبيلة في مقاطعة نجد الجنوبية المسماة (وادي الدواسر) والأفلاج . أما آل عوسج فهم الذين عمروا بلدة ثادق، عاصمة بلدان المحمل. وُلد المترجمَ في بلدة البير، إحدى قرى (المحمل) ونشأ في هذه القرية، ثم انتقل منها إلى حوطة سدير، وفي عام 1128هـ عاد من حوطة سدير إلى بلدة (البير)، ثم رجع إلى الحوطة مرة أخرى.
وقد قرأ في مدة إقامته في حوطة سدير على علماء سدير ولازمهم فاستفاد منهم .
ومن أشهر مشايخه الشيخ العالم المعروف بـحوطة سدير الشيخ فوزان بن نصر الله، والشيخ عجلان بن منيع، وقد ذكر تاريخ قراءته هذه فقال: “وفي عام 1134هـ قراءتي على الشيخ فوزان بن نصر الله وكتبي لشرح المنتهى عند الشيخ عجلان بن منيع” .
وبعد أن أدرك في العلم إدراكاً طيباً عاد إلى البير، فصار يستفيد ويفيد حتى عام 1154هـ حين عُيِّن قاضياً لبلدة ثرمداء، وجلس في قضاء ثرمداء حتى توفي .
وهو من العلماء الذين راسلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد توفي في أول بدء الدعوة، ولكن مراسلته إياه تدل على شهرته العلمية، فقد أرسل الشيخ محمد بن عباد إلى الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب أوراقًا يشرح فيها تقرير التوحيد، وطلب من الشيخ أن يقرر له إن كان فيها مخالفة لمذهب السلف، فأجابه الشيخ إجابة شافية، أوضح فيها بعض الملاحظات، وأثنى عليها ثناء جميلاً، ثم حذره في كتابه إليه مما خاض به بعض علماء نجد من أهل الوشم وسدير من مخالفة في توحيد الألوهية، ومناقضة ما ذهب إليه الشيخ من تصحيح العقيدة خاصة ما كتبه وروج له ابن عفالق وابن سحيم والمويس وأحمد بن يحيى مطوع رغبة، وهذه الرسالة مذكورة بطولها في تاريخ ابن غنام بعنوان : (الرسالة الخامسة).
وللمترجم تاريخ عن حوادث وأخبار نجد مختصر يقع في ثمان صفحات ابتدأ فيها من عام 1015 هـ إلى السنة التي توفي فيها، وهي عام 1175 هـ، ويعرف بتاريخ (ابن عباد)، وقد حققه الدكتور يوسف الشبل.
عقبه:
للمترجم أحفاد يوجدون في بلدة البير والصفرات وحريملاء يعرفون بآل عباد . رحمه الله تعالى وبارك في عقبه.
توفي عام 1157هـ.
المصدر: علماء نجد خلال ثمانية قرون/ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام. الرياض: دار العاصمة، 1419هـ.