تمهيد:
ظهر في نجد عدد من العلماء والقضاة الفقهاء، وكان لهم دور كبير بارز في نشر العلم وإقامة العدل، ولقد تحلوا بالفضائل الجليلة التي كانت مثار الإعجاب والقدوة لمن بعدهم ولمن سار علي منهجهم، فكانوا قضاةً عدولاً وعلماء عاملين، نهلوا من مناهل العلم من كل مكان وعادوا ينشرونه في كل مكان فهم حماة الدين والهداة المهتدون، قضوا حياتهم في نشر العلم ودفع الظلم ونفع العباد، وكان عملهم هذا خالصاً لوجه الله تعالي.
وهناك من تجدر الإشارة إليه وهو أن أخبار الكثير من علماء نجد، نجدها مكررة وأغلبها مفقود في هذه الفترة من تاريخ نجد، وذلك لضعف اهتمام العلماء في نجد بكتابة تاريخ بلادهم وجمع التراجم في القرون الثلاثة الماضية ولهذا خسرنا الشيء الكثير من سير علمائنا.
وعلي أي حال فأننا سنعرض في هذا الفصل تراجم قضاة نجد المعروفين الذين كان لهم دور بارز ومتميز في مجتمعهم.
وفي الجدول التالي حصر للعلماء الذين جاءت أخبارهم بتوليهم القضاء في البلدان النجدية في تلك الفترة التاريخية التي نحن بصدد دراستها:
م | اسم القاضي | تاريخ الميلاد | مكانه | تاريخ الوفاة | مكانه | مكان توليه القضاء |
1 | الشيخ إبراهيم بن أحمد بن محمد المنقور | 1103هـ | حوطة سدير | 1175هـ | حوطة سدير | حوطة سدير |
2 | الشيخ إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إسماعيل | 1108هـ | أشيقر | |||
3 | الشيخ إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرف | 1070هـ | العيينة | 1141هـ | أشيقر | |
4 | الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعيل | أشيقر | 1185هـ | القرائن | القرائن | |
5 | الشيخ أحمد بن ذهلان بن عبدالله بن ذهلان | 1102هـ | مقرن | 1169هـ | الرياض | الرياض |
6 | الشيخ أحمد بن سليمان بن مشرف | أشيقر | آخر القرن الحادي عشر الهجري | أشيقر | ||
7 | الشيخ أحمد بن عبدالله بن عبدالوهاب بن عبدالله مشرف | 1110هـ | العيينة | أواخر القرن الثاني عشر | العيينة | العيينة |
8 | الشيخ أحمد بن عثمان بن عثمان بن بسام | أشيقر | 1139هـ | أشيقر | أشيقر | |
9 | الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد المنقور | 1067هـ | حوطة سدير | 1125هـ | حوطة سدير | حوطة سدير |
10 | الشيخ أحمد بن محمد بن حسن القصير | أشيقر | 1114هـ | أشيقر | أشيقر | |
11 | الشيخ أحمد بن محمد بن عبدالله بن بسام | النصف الأخير من القرن العاشر الهجري | أشيقر | 1040هـ | العيينة | القصب، ملهم ،
العيينة |
12 | الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف | أشيقر | 1012هـ | أشيقر | أشيقر | |
13 | الشيخ أحمد بن ناصر بن محمد بن عبدالقادر بن مشرف | أشيقر | 1049هـ | الرياض | الرياض | |
14 | الشيخ أحمد بن يحيى بن رميح | العطار | 1163هـ | الرغبة | الرغبة | |
15 | الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة | النصف الأخير من القرن التاسع الهجري | العيينة | 948هـ | الجبيلة | الجبيلة |
16 | الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر | العارض | 970هـ | قارة سدير | العارض، سدير | |
17 | الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين | أشيقر | 1113هـ | أشيقر | أشيقر | |
18 | الشيخ حسن بن علي بن بسام | أشيقر | 945هـ | أشيقر | أشيقر | |
19 | الشيخ خميس بن سليمان الوهيبي | أشيقر | أشيقر | أشيقر | ||
20 | الشيخ زامل بن سلطان الخطيب | في مطلع القرن العاشر الهجري | مقرن | في النصف الأخير من القرن العاشر الهجري | الرياض | الرياض |
21 | الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن زامل | عنيزة | 1161هـ | عنيزة | عنيزة | |
22 | الشيخ سليمان بن علي بن مشرف | أشيقر | 1079هـ | العيينة | روضة سدير، العيينة | |
23 | الشيخ سليمان بن محمد بن شمس | في أول القرن العاشر الهجري | الرياض | مقرن | ||
24 | شيخ سيف بن محمد بن عزاز | أشيقر | 1129هـ | أشيقر | أشيقر | |
25 | الشيخ صالح بن عبدالله أبا الخيل | عنيزة | 1184هـ | عنيزة | عنيزة | |
26 | الشيخ صالح بن محمد بن عبدالله الصائغ | عنيزة | 1184هـ | عنيزة | عنيزة | |
27 | الشيخ طلحة بن حسن بن علي بن بسام | أشيقر | 970هـ | أشيقر | أشيقر | |
28 | الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن بليهد | 1120هـ | المجمعة | 1184هـ | المجمعة | المجمعة |
29 | الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن خميس أبابطين | سدير | 1021هـ | سدير | ||
30 | الشيخ عبدالقادر بن عبدالله العديلي | في مطلع القرن الحادي عشر الهجري | المجمعة | 1180هـ | المجمعة | المجمعة |
31 | الشيخ عبدالله بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل | أشيقر | 1067هـ | أشيقر | أشيقر | |
32 | الشيخ عبدالله بن أحمد بن سحيم
|
المجمعة
|
1175هـ | المجمعة | المجمعة | |
33 | الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب | 1070هـ | إحدى بلدان سدير | 1161هـ | الضبط | عنيزة |
34 | الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن مشرف | أشيقر | 1053هـ | أشيقر | أشيقر | |
35 | الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف | العيينة | 1056هـ | العيينة | العيينة | |
36 | الشيخ عبدالله بن عثمان بن بسام | أشيقر | 1160هـ | أشيقر | أشيقر | |
37 | الشيخ عبدالله بن عفالق | 1019هـ | العيينة | العيينة | ||
38 | الشيخ عبدالله بن عيسى المويس | حرمة | 1175هـ | حرمة | حرمة | |
39 | الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان | العيينة | 1099هـ | الرياض | الرياض | |
40 | الشيخ عبدالله بن محمد بن سلطان البدراني | 1043هـ | البير | 1092هـ | المجمعة | المجمعة |
41 | الشيخ عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف | العيينة | 1153هـ | حريملاء | العيينة، حريملاء | |
42 | الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف | العيينة | 1125هـ | العيينة | العيينة | |
43 | الشيخ عثمان بن عبدالله بن شبانه | المجمعة | المجمعة | المجمعة | ||
44 | الشيخ عثمان بن عقيل بن عثمان بن إسماعيل السحيمي | أشيقر | 1182هـ | أشيقر | أشيقر | |
45 | الشيخ علي بن جعفر الفضلي | أشيقر | 1015هـ | أشيقر | أشيقر | |
46 | الشيخ علي بن عمر بن مغامس بن مشرف | أشيقر | 1050هـ | أشيقر | أشيقر | |
47 | الشيخ علي بن محمد بن علي بن بسام | أشيقر | 1090هـ | أشيقر | أشيقر | |
48 | الشيخ فور فوزان بن بن نصر الله بن محمد بن مشعاب | عنيزة | 1149هـ | حوطة سدير | حوطة سدير | |
49 | الشيخ محمد بن إبراهيم أبا الخيل | 1112هـ | عنيزة | 1170هـ | عنيزة | عنيزة |
50 | الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل | أشيقر | 1059هـ | أشيقر | أشيقر | |
51 | الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن منيف ابن بسام | أشيقر | عالية نجد | |||
52 | الشيخ محمد بن أحمد القصير | أشيقر | 1139هـ | أشيقر | أشيقر | |
53 | الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي | 1065هـ | ثادق | 1158هـ | ثادق | ثادق |
54 | الشيخ محمد بن حمد عباد الدوسري |
البير |
1175 | ثرمداء | ||
55 | الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن
إسماعيل |
أشيقر | 1109هـ | أشيقر | أشيقر | |
56 | الشيخ محمد بن عبدالله بن سلطان الدوسري | 1099هـ | المجمعة | المجمعة | ||
57 | الشيخ محمد بن عبدالله السويكت | أشيقر | جلاجل | |||
58 | الشيخ محمد بن عبدالله بن مشرف | اشيقر | 1025هـ | أشيقر | أشيقر | |
59 | الشيخ محمد بن علي بن زامل | عنيزة | في آخر القرن الثاني عشر الهجري | عنيزة | عنيزة | |
60 | الشيخ محمد بن عيد | ثرمداء | 1180هـ | ثرمداء | ثرمداء | |
61 | الشيخ مريد بن أحمد التميمي | حريملاء | 1171هـ | الرغبة | حريملاء | |
62 | الشيخ منصور بن يحيى الباهلي | |||||
63 | الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي | ثادق | 1134هـ | ثادق | ثادق | |
64 | الشيخ موسى بن عامر بن سلطان | في النصف الأول من القرن العاشر الهجري | 1021هـ | الدرعية | الدرعية | |
65 | الشيخ ناصر بن محمد بن عبدالقادر بن مشرف | أشيقر
|
النصف الثاني من القرن
العاشر الهجري |
أشيقر | أشيقر |
الشيخ إبراهيم بن أحمد بن محمد المنقور (1103-1175هـ)
الشيخ القاضي إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمد بن محمد المنقور، ولد في حوطة سدير في شهر ذي الحجة سنة ۱۱۰۳هـ، وأخذ العلم عن والده الشيخ أحمد المنقور، فقد قرأ الشيخ إبراهيم مجموع والده قراءة فهم وتأمل. ولما تمكن الشيخ إبراهيم من العلم وصار من الفقهاء وكبار العلماء، عين قاضياً على حوطة سدير، وأصبح مرجع بلده في التدريس والوعظ والإفتاء، ولقد قابل الشيخ إبراهيم كلاً من الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود، وذلك لما استولى الأمير عبدالعزيز بن سعود على بلدان سدير عام 1170هـ، فقد أقراه على قضاء بلدة حوطة سدير وذلك لكفاءته العلمية ورضاهم عن عقيدته، وبقي في قضائها حتى وفاته عام 1175هـ.
الشيخ إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرف (1070-1141هـ)
الشيخ القاضي إبراهيم بن سليمان بن علي بن محمد بن مشرف، أصغر أبناء الشيخ سليمان بن علي جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولد عام 1070هـ في العيينة، وكان والده الشيخ سليمان بن علي هو قاضيها فقد كانت العيينة في ذلك الوقت مزدهرة بالعلماء والفقهاء، فأخذ عنهم الشيخ إبراهيم وتفقه واستفاد.
تولى الشيخ إبراهيم قضاء بلدة أشيقر، وكانت وفاته في عام 1141هـ.
الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعيل (؟-1185هـ)
الشيخ القاضي إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن الشيخ محمد بن أحمد بن سماعيل، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، حيث كانت بلدته آهلة بالعلماء، فأخذ عنهم، وكان من مشايخه والده الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل.
تأهل الشيخ إبراهيم للإفتاء والتدريس، وكان من تلاميذه الشيخ عبدالعزيز من عبدالله الحصين، وعين قاضياً في بلدة القرائن، وجلس للتدريس فيها، فقرأ عليه أبناء القرائن، وظل فيها إلى أن توفي عام 1185هـ.
الشيخ أحمد بن ذهلان بن عبدالله بن ذهلان (1102-1169هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن ذهلان بن عبدالله بن محمد بن ذهلان، ولد في بلدة مقرن عام 1102هـ، ونشأ في بيت علم، فجده وأبوه وعم أبيه كلهم من علماء الرياض وقضاته.
حفظ الشيخ أحمد القرآن الكريم عن والده الشيخ ذهلان، برع في الفقه وكان من أشهر مشايخه الشيخ عبدالله بن أحمد بن سحيم والشيخ أحمد المنقور، وقد تولى القضاء والإفتاء في بلده حتى وفاته عام 1169هـ.
الشيخ أحمد بن سليمان بن مشرف
الشيخ القاضي أحمد بن سليمان بن مشرف، ولد في أشيقر، وتلقى العلم على يد علمائها ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل.
ولقد برع في الفقه، وخصوصاً فقه مذهب الإمام أحمد، وأصبح مرجع بلده أشيقر في الشؤون الدينية والقضائية، وذلك بعد وفاة شيخه ابن إسماعيل.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ أحمد كان ممن نقل وصية صبيح عتيق عقبة بن بسام. ولقد تولى الشيخ أحمد القضاء في بلدة أشيقر بعد وفاة شيخه ابن إسماعيل. وكانت وفاته في آخر القرن الحادي عشر الهجري.
الشيخ أحمد بن عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف (؟-1110هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن عبدالله بن عبدالوهاب بن عبدالله بن مشرف، ولد في بلدة العيينة حوالي عام 1110هـ حيث كان والده قاضياً فيها، فنشأ فيها، وشرع في القراءة على علمائها، وكان من مشايخه الشيخ عبدالوهاب بن سليمان.
وفي عام 1139هـ تولى الشيخ أحمد بن عبدالله القضاء في العيينة بدلاً من الشيخ عبدالوهاب بن سليمان بن علي، وذلك بعد أن عزله الأمير محمد بن حمد بن معمر حينما ساءت العلاقة بينهما.
وعلى أي حال، فقد بقي الشيخ أحمد بن عبدالله بن عبدالوهاب في قضاء العيينة إلى أن قدم إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب من حريملاء، واتخذها مقراً لدعوته في عام 1153هـ، وبذلك انتهى عمل الشيخ أحمد القضائي، ولقد بقي في العيينة إلى أن توفي في أواخر القرن الثاني عشر الهجري.
الشيخ أحمد بن عثمان بن بسام (؟-1139هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن عثمان بن عثمان بن بسام الملقب بالحصيني، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين والشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل.
كما حصل الشيخ أحمد بن عثمان بن بسام على إجازة من شيخه أحمد بن محمد القصير يذكر فيها أنه قرأ عليه غالب كتاب الإقناع للشيخ موسى بن أحمد الحجاوي. وعلى كل حال، فقد جد الشيخ أحمد بن عثمان بن بسام واجتهد وأصبح من كبار العلماء حيث استفاد الطلاب بعلمه والعامة بوعظه.
تولى قضاء بلدة أشيقر، وكانت وفاته في عام 1139هـ.
الشيخ أحمد بن محمد المنقور (1067-1125هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن محمد بن أحمد بن حمد بن محمد المنقور، ولد في حوطة سدير في الثاني عشر من ربيع الأول عام 1067هـ ونشأ فيها، توفيت والدته وهو في الثانية عشرة من عمره، كما توفي والده بعد عشر سنوات من وفاة والدته.
وقد جد الشيخ أحمد المنقور واجتهد في طلب العلم، فقرأ على عدد من العلماء أهمهم الشيخ عبدالله بن ذهلان قاضي الرياض الذي رحل إليه خمس مرات من بلده إلى الرياض لتلقي العلم منه حتى برع في الفقه، فأجازه شيخه إجازة علمية، أثنى فيها عليه ثناء عطراً.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ أحمد المنقور قد جمع من تقارير شيخه ابن ذهلان سفراً ضخماً من البحوث والتقارير والفوائد عرف بمجموع المنقور، والشيخ المنقور مشهور بالثقة، فقد كان العلماء والمشايخ في نجد يعولون على نقله ويعتمدون عليه.
كان الشيخ المنقور شيخاً ورعاً قنوعاً صابراً على الفقر والعيال، يتعيش من زراعة ويقاسي فيها الشدائد، ولعل هذه الضائقة المالية كانت في بداية حياته، حيث حج الشيخ المنقور عدة مرات، وكانت أول حجة له عام 1091هـ، ثم عام 1092هـ، وعام 1093هـ، وفي عام 1096هـ زار المدينة المنورة بعد أن حج هذا العام، كما اقتنى الشيخ أحمد المنقور الرقيق والمواشي، فقد ورد في حوادث عام ۱۰۹۳هـ من أنه اشترى عبداً رقيقاً اسمه مبيريك، وقد كان اقتناء الرقيق في هذه الفترة من تاريخ نجد تدل دلالة أكيدة على حسن الحالة المادية.
يبدو أن الشيخ أحمد المنقور كان حريصاً على الدروس في غير بلدته، فقد مهر في الفقه وتأهل للتصنيف، فألف كتابه المجموع المشهور والذي طبع باسم” الفواكه العديدة في المسائل المفيدة”، وكان أكثر ما نقله في مجموعه عن شيخه ابن ذهلان، كذلك صنف منسكاً في الحج، وله أيضاً نبذة في التاريخ عن نجد أغلبه أخبار محلية عن سدير، وإشارات مختصرة، وابتدأ تاريخه من عام 948هـ إلى عام 1123هـ، وقد قام الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الخويطر بتحقيق هذا الكتاب ونشره بالرياض عام 1390هـ / 1970م.
وقد تولى الشيخ أحمد المنقور القضاء في بلدة الحوطة حتى توفي ومن ثم خلفه على القضاء أبنه الشيخ إبراهيم المنقور، وفي السادس من جمادى الأولى سنة 1125هـ، توفي الشيخ أحمد المنقور في ه الحوطة وكان عمره ثمانية وخمسين عاماً.
الشيخ أحمد بن محمد بن حسن القصير (؟-1114هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان الشهير بالقصير، الوهيبي التميمي، ولد الشيخ أحمد في أشيقر ونشأ فيها حيث كانت أهلة بالعلماء الذين قرأ عليهم حتى مهر في الفقه وصار من أعيان علماء نجد ومشهوريهم، ومن مشايخه الفقيه الشيخ سليمان بن علي والعلامة الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان قاضي الرياض، وأخوه الشيخ عبدالرحمن بن ذهلان وكذلك الشيخ أحمد بن محمد بن إسماعيل
ولما اشتهر أمره وذاع صيته قصده طلاب العلم من أنحاء نجد وجاءته الأسئلة من بلدانها، فأجاب عليها إجابات سديدة. ومن أبرز تلاميذه الشيخ أحمد بن عثمان الحصيني والشيخ أحمد بن محمد ابن شبانه والشيخ عبدالقادر ابن عبدالله العديلي والشيخ فوزان بن نصر الله والشيخ محمد بن أحمد القصير ابن المترجم والشيخ محمد بن حسن بن شبانه والشيخ محمد بن ربيعة العوسجي الدوسري والشيخ محمد بن عبدالله السويكت، والشيخ حسن بن عبدالله بن حسن أبا حسين والشيخ الفقيه عبدالله بن أحمد بن عضيب.
تولى الشيخ أحمد القصير قضاء بلد أشيقر فباشره بعفة وصيانة، وللشيخ أحمد الفتوى المشهورة لأهل أشيقر في الفطر في نهار رمضان، حينما حاصرهم الشريف سعد بن زيد في عام 1107هـ، كما جاء ذكره سابقاً، وفي عام 1114هـ توفي الشيخ أحمد القصير، ولقد ولي القضاء بعده ابنه الشيخ محمد القصير.
الشيخ أحمد بن محمد بن عبدالله بن بسام (؟-1040هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن محمد بن عبدالله بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ابن معد بن عدنان.
ولد الشيخ أحمد في أشيقر في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري حيث نشأ فيها وتلقى علومه، فقد تتلمذ على العديد من علماء أشيقر التي كانت حافلة بالعلماء والفقهاء في ذلك الوقت، ومن أشهر مشايخه الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل، الذي لازمه ملازمة تامة واستفاد منه، كذلك عالم الرياض الشيخ أحمد بن محمد بن خيخ، فأصبح الشيخ أحمد من كبار العلماء في نجد.
ويبدو أن الشيخ أحمد قد تقلد القضاء في العديد من بلدان نجد، ففي عام1010هـ انتقل الشيخ أحمد من أشيقر إلى بلدة القصب إحدى قرى الوشم- وتولى قضاءها قرابة عام ثم طلبه أهالي بلدة ملهم ليكون قاضياً عليهم، فتولى قضاء ملهم نحو أربع سنين، وفي عام 1015هـ انتقل الشيخ أحمد من ملهم إلى العيينة حيث تولى قضاءها، فأقام فيها حتى وفاته.
ولقد تتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم في أشيقر وملهم والعيينة، وكان من أشهرهم الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب المشرفي الوهيبي.
ومن مؤلفاته رسالة في الفقه، نقل منها الشيخ أحمد المنقور في مجموعه، كما حرر ثلاثين مسألة فقهية من شيخه محمد بن أحمد بن إسماعيل، وله أيضاً نبذة في تاريخ نجد ابتدأها من عام 1015هـ إلى عام 1039هـ.
وفي عام 1040هـ توفي الشيخ أحمد بن محمد بن بسام في بلدة العيينة.
الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف (؟ – 1012هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن محمد بن مشرف، ولد في أشيقر ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن ثم أراد الاستزادة من العلم فسافر إلى دمشق وقرأ على علمائها، وكان من أبرزهم الشيخ موسى بن أحمد الحجاوي، وقد جد واجتهد إلى أن برع في الفقه، ثم رجع إلى نجد، وهناك وجد الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة الذي قرأ عليه حتى صار الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف من كبار العلماء في نجد. وكان يقصده الطلاب للاستفادة منه، كما كانت ترد إليه الأسئلة من البلدان النجدية الأخرى.
وكان من أبرز تلاميذه الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل والشيخ سليمان بن علي بن مشرف، وابنه الشيخ عبدالله بن أحمد بن مشرف.
تولى الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف القضاء في أشيقر إلى أن توفي عام 1012هـ.
الشيخ أحمد بن ناصر بن محمد بن مشرف (؟ – 1049هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن ناصر بن محمد بن عبدالقادر بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف. ولد في أشيقر، وكانت ولادته ونشأته في بيت علم توارثوه أباً عن جد، فوالده الشيخ ناصر وجده الشيخ محمد وجد والده الشيخ عبدالقادر، فجميعهم من كبار العلماء، ولقد شب الشيخ أحمد على الرغبة في العلم، فتتلمذ على يد والده الشيخ ناصر وعلى غيره من علماء بلدته أشيقر.
ولما تمكن الشيخ أحمد من العلم وصار من الفقهاء وكبار العلماء، عين قاضياً على الرياض. كما قام بالإفتاء والتدريس، ومن أبرز تلاميذه قاضي الرياض الشيخ عبدالله بن ذهلان.
وقد ظل الشيخ أحمد بن ناصر بن مشرف في القضاء والإفتاء والتدريس حتي وفاته عام 1049هـ
الشيخ بن يحيى بن رميح (؟-1163هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن يحيى بن محمد بن عبداللطيف بن الشيخ إسماعيل ابن رميح، ولد في بلدة العطار إحدى بلدان سدير، ونشأ فيها، وقرأ على علماء سدير وغيرهم حتى أصبح من العلماء.
تولى الشيخ أحمد بن يحيى بن رميح قضاء بلدة رغبة، وظل بها قاضياً إلى أن توفي عام 1163هـ.
الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة (؟-948هـ)
الشيخ القاضي أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي، ولد في النصف الأخير من القرن التاسع الهجري في مدينة العيينة، فنشأ بها وقرأ على علمائها، ثم قام برحلته العلمية إلى بلاد الشام، فرحل إلى دمشق، وسكن في مدرسة أبي عمر الواقعة في حي الصالحية في دمشق والمنسوبة إلى الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة، وكانت هذه المدرسة حافلة بالعلماء والكتب النادرة التي استفاد منها الشيخ ابن عطوة حيث راجع الكثير من الكتب المفيدة والقيمة ولقد تزامل الشيخ ابن عطوة مع العلامة الشيخ موسى الحجاوي في الدراسة، ثم قرأ عليه الحجاوي واستفاد منه.
وعلى أي حال، فقد جد الشيخ ابن عطوة واجتهد ونبغ في الفقه حتى لقبه مشايخه وزملائه بشهاب الدين. ولما أراد العودة إلى نجد وقف الكثير من كتبه التي جمعها على مدرسة أبي عمر، وحينما عاد إلى نجد نزل بلدة الجبيلة المجاورة للعيينة، فأصبح للشيخ ابن عطوة مكانة علمية عالية في بلاده وذلك لسعة علمه وصلاحه.
ومن أشهر مشايخه الشيخ علي بن سليمان المرداوي، شيخ المذهب ومحرره والمتوفى عام 885هـ، والشيخ جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي المتوفى عام 909هـ، والشيخ أحمد بن عبدالله العسكري المتوفى عام 910هـ، وقد حصل الشيخ ابن عطوة على إجازات ثلاث من مشايخه.
أما تلاميذه فهم كثيرون ومن أبرزهم الشيخ أحمد بن فيروز، والشيخ سلطان ابن إدريس بن ريس بن مغامس الوهيبي والشيخ عبدالرحمن بن مصبح الباهلي، والشيخ عبدالقادر بن بريد بن مشرف، والشيخ عثمان بن علي بن زيد، والشيخ محمد بن عبدالقادر بن راشد بن مشرف الوهيبي والشيخ منصور بن يحيى بن مصبح الباهلي، والشيخ موسى بن أحمد الحجاوي، والشيخ موسى بن عامر قاضي الدرعية، والشيخ أحمد بن محمد بن مشرف.
صنف الشيخ أحمد بن عطوة العديد من المؤلفات ومنها: التحفة البديعة، والروضة الأنيقة، ودرر الفوائد وعقيان القلائد، وجميع هذه المؤلفات في الفقه.
كذلك ألف الشيخ ابن عطوة منسكاً في الحج، وله فتاوي وتحريرات، نقل منها الشيخ أحمد المنقور في مجموعه في العديد من المواضع التي نستدل منها على غزارة علم الشيخ أحمد بن عطوة وسعة اطلاعه.
ومما هو جدير بالذكر أنه قد جرت مناظرة بين الشيخ أحمد بن عطوة وبين زميله الشيخ أحمد الشويكي، وذلك في التمر المعجون، هل يبقى على معياره الأصلي مكيلاً أو يصير معياره الوزن. فالشيخ ابن عطوة أيد القول الثاني وعارضه الشيخ أحمد الشويكي في ذلك، ولما اشتدت المناظرة بينهم، قام الشيخ ابن عطوة بكتابة رد عليه في ذلك، ولقد أيد رده وصححه قضاة أجود بن زامل العامري العقيلي ملك الأحساء والقطيف ونجد.
وكانت وفاة الشيخ ابن عطوة في ليلة الثلاثاء الثالث من شهر رمضان لعام 948هـ، حيث دفن في الجبيلة. ويبدو أن كثيراً من مؤرخي نجد قد اتخذوا من عام وفاته بداية لتاريخهم، وليس معنى ذلك أنه أول عالم في نجد وإنما هو أول عالم كتب عنه المؤرخون في نجد في تلك الفترة التاريخية، ولكن الأمر الذي لا شك فيه أن الفضل في انتشار مذهب الإمام أحمد بن حنبل يعود إليه لحماسته في ذلك، وكثرة الطلاب الذين أخذوا العلم عنه.
الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر (؟-970هـ)
الشيخ القاضي إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبدالله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينه بن تيم الربابي بن عبد مناة بن أد بن طابخه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد الشيخ إسماعيل في العارض حيث نشأ فيها وأخذ عن علمائها ومن أشهر مشايخه الشيخ محمد بن مانع بن شبرمة الوهيبي التميمي، ولقد جد الشيخ إسماعيل واجتهد حتى أصبح من عداد العلماء.
ألف الشيخ إسماعيل كتاب” تحفة الطالب في المسائل الغرائب”، فهو مجموع في مسائل فرعية انتخب مسائلها من كتب المذهب واشتهر هذا المجموع باسم مجموع ابن رميح.
تولى الشيخ إسماعيل القضاء في العارض ثم انتقل إلى قضاء قارة سدير، وكانت وفاته تقريباً في عام 970هـ. وقد خلف ذرية منهم الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد عبداللطيف بن إسماعيل بن رميح قاضي رغبة المتوفى عام 1163هـ).
الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين (؟-1113هـ)
الشيخ القاضي حسن بن عبدالله بن حسن بن علي بن أحمد أبا حسين، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومنهم الشيخ أحمد بن محمد القصير، ولما حج أخذ من علماء مكة والوافدين إليها، برع في علم الفقه والفرائض.
وقام الشيخ حسن بكتابة العديد من الكتب كذلك حصل على كتباً نفيسة وكان يقوم بوضع هوامش وتصحيحات، ويلحق فوائد وتنبيهات على هذه الكتب تدل على أنه طالعها جميعها.
ومما هو جدير بالذكر أنه كان للشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين مشاركة سياسية وذلك أنه لما حاصر الشريف سعد بن زيد البلدة أشيقر في عام 1107هـ طلبه لمواجهته.
تولى الشيخ حسن قضاء بلدة أشيقر كما قام بالتدريس حيث انتفع بعلمه عدد كبير من الطلاب من أبرزهم الشيخ محمد بن عبدالله السويكت، وتوفي الشيخ حسن في شهر شعبان عام 1113هـ.
الشيخ حسن بن علي بن بسام (؟-945هـ)
الشيخ القاضي حسن بن علي بن عبدالله بن بسام ولد في بلدة أشيقر ونشأ فيها وتلقى العلم على علمائها والواردين إليها كالشيخ أبي الفضل معين الدين محمد بن صفي الدين الذي مر ببلدة أشيقر وأقام فيها خلال سفره إلى المدينة المنورة، فلازمه الشيخ حسن واستفاد منه.
رحل الشيخ حسن في طلب العلم إلى بلدان الشام، وقرأ على علمائها، ومن أشهرهم الشيخ موسى الحجاوي، وبعد أن تفقه وتزود بالعلم، عاد إلى بلده أشيقر وانتفع الناس بعلمه حيث جلس للتدريس ثم عين قاضياً في بلده، وأصبح مرجع أشيقر في القضاء والإفتاء والتدريس.
وقد كتب الشيخ حسن كتباً كثيرة بخطه الحسن المضبوط ووقف كتبه هذه إلا أنها تشتت ولم يبق منها إلا القليل في أشيقر، ولقد استمر الشيخ حسن على أعماله الجليلة من العلم والعبادة حتى وفاته في أشيقر عام 945هـ، وقد خلف خمسة أبناء جميعهم علماء وفقهاء وهم طلحة وسليمان ومحمد وعبدالله وعبدالرحمن وأفقههم الشيخ طلحة.
الشيخ خميس بن سليمان الوهيبي
الشيخ القاضي خميس بن سليمان الوهيبي ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علماء بلده والتي كانت آهلة بالعلماء، ومن أشهرهم الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل والشيخ أبي نمي بن راجح.
ولقد تولى الشيخ خميس القضاء في بلدة أشيقر، وهو يعد من علماء أول القرن الحادي عشر الهجري.
الشيخ زامل بن سلطان الخطيب
الشيخ القاضي زامل بن سلطان بن زامل الخطيب من آل يزيد، وآل يزيد هم بطن من بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب ابن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد الشيخ زامل في بلدة مقرن، في مطلع القرن العاشر الهجري حيث نشأ فيها، وكان محباً للعلم فقام برحلات علمية إلى خارج شبه الجزيرة العربية إلى كل من مصر والشام، ففي الشام تلقى العلم على يد الشيخ موسى الحجاوي وأجازه، أما في مصر فقد استفاد من قاضي الحنابلة الشيخ ابن النجار محمد ابن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي صاحب كتاب منتهى الإرادات، الذي أجازه أيضاً بعد أن برع في الفقه.
عاد الشيخ زامل إلى بلاد نجد بعد أن تزود بالعلم وأخذ ينشره في بلده، فرحل إليه الطلاب من كل مكان واستفادوا منه، فكانت تأتيه الأسئلة العديدة ويقوم بالإجابة عليها.
تولى الشيخ زامل قضاء الرياض، ولقد نقل عنه فقهاء نجد مسائل عديدة، ومنهم الشيخ أحمد المنقور.
ولم تحدد المصادر التاريخية عام وفاة الشيخ زامل إلا أنها كانت في النصف الأخير من القرن العاشر الهجري.
الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن زامل (؟-1161هـ)
الشيخ القاضي سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن زامل بن علي بن زهري بن جراح من بني ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد الشيخ سليمان في عنيزة ونشأ فيها، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة فيها، ولما قدم إلى عنيزة الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب، أخذ عنه الشيخ سليمان ولازمه ملازمة تامة، وجد واجتهد حتى أصبح هو وابن عمه الشيخ محمد بن علي بن زامل من العلماء المشار إليهم وأصبحا يباريان شيخهما ابن عضيب في المناقشة على المسائل الفقهية وعندما يختلفون مع شيخهما يقومون بتحكيم علماء أشيقر أو علماء العارض.
ومما هو جديد بالذكر أنه لما ترك الشيخ عبدالله بن عضيب في عام 1131هـ قضاء عنيزة وانتقل إلى الضبط، اتفق أهل عنيزة على تولية الشيخ سليمان بن زامل على قضاء عنيزة، خلفاً لشيخه، وهذا يدل على ثقتهم التامة بعلمه وعدله، فتولى الشيخ سليمان القضاء والإفتاء والتدريس وإمامة الجامع والخطابة وأصبح مرجع بلده بعد شيخه ولقب بالإمام. وفي عام 1161هـ توفي الشيخ سليمان بن زامل.
الشيخ سليمان بن علي بن مشرف (؟- 1079هـ)
الشيخ القاضي سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف، ولد في أشيقر ونشأ فيها وقرأ على علمائها ومن أشهرهم الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف والشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل، ولقد جد واجتهد حتى فاق أقرانه وانتهت إليه الرئاسة في العلم في سائر الأقطار النجدية. فقد قرأ في الحديث وأصول الدين والفقه والفرائض وغير ذلك.
ولما برع في الفقه طلبه أهل روضة سدير ليكون قاضياً لهم فوافق وانتقل من أشيقر إلى روضة سدير، حيث قام الشيخ سليمان بنشر العلم هناك وحث الناس على التعلم ورغبهم فيه فانتفع به كثير من الناس، غير أنه حصل بينه وبين بعض رؤساء روضة سدير كلام فغضب الشيخ سليمان وتركهم وانتقل إلى العيينة، وتولى قضاءها.
كان للشيخ سليمان بن علي زعامة دينية وكانت له شعبية لعقله الوافر وعلمه الواسع، فكانت كلمته مسموعة نافذة الإشارة لدى الخاص والعام وله دور فعال في حل المشكلات السياسية، ومثالنا على ذلك خروجه مع جيش العيينة إلي بلدة البير وقيامه بالإصلاح بينهم وإنهاء النزاع كما جاء ذكره سابقاً.
وعلي أي حال، فقد انتهت الرئاسة في العلم في نجد للشيخ سليمان بن علي وأصبح علماء نجد يرجعون إليه في كل مشكلة في الفقه وغيره فقصد بالأسئلة من البلدان. ولقد قال عنه الشيخ محمد بن فيروز: “الشيخ سليمان بن علي هو عالم نجد في وقته على الإطلاق”.
كان الشيخ سليمان أستاذ جيله، فقد تتلمذ على يديه كثير من طلاب العلم في نجد من أبرزهم أبنه الشيخ عبدالوهاب والشيخ أحمد بن محمد بن حسن القصير، والشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل والشيخ منيع بن محمد بن منيع الدوسري.
ولقد تأهل الشيخ سليمان للتصنيف وكان سديد الفتاوي والتحريرات وله فتاوي لو جمعت لجاءت في مجلد ضخم عظيم النفع غزير الجمع. ولقد حصل الشيخ سليمان على كتب كثيرة ونفيسة في كل فن ووجد على كل كتاب منها تصحيح وتهميش وإلحاق فوائد وتنبيهات بخطه تدل على أنه طالعها جميعها مطالعة فهم وتأمل.
قام الشيخ سليمان بشرح الإقناع ولما حج عام 1049هـ، وجد الشيخ منصور ابن يونس البهوتي حاجاً ذلك العام، فاجتمعا وأطلعه الشيخ منصور على شرحه الإقناع الذي أنهاه في ذلك العام فوجده الشيخ سليمان مطابقاً لشرحه إلا في مواضع قليلة فقام بإتلاف شرحه عليه.
كما صنف الشيخ سليمان منسكه المشهور، فأصبح عمدة الحنابلة في مناسكهم.
وللشيخ سليمان فتاوي وأقضية كثيرة ذكر المنقور طرفاً منها، لعل من أطرفها مسائل في الفرائض (المواريث) إذ حصل بينه وبين بعض معاصريه خلاف فيها ورثي الاستعانة برأي علماء مكة.
وفي آخر سنة 1079هـ توفي الشيخ سليمان بن علي في العيينة.
الشيخ سليمان بن محمد بن شمس
الشيخ القاضي سليمان بن محمد بن شمس العرني، ولد في الرياض في أول القرن العاشر الهجري، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومنهم الشيخ حسين بن عثمان ابن زيد الحنبلي ثم الشافعي.
أصبح الشيخ سليمان من كبار العلماء في نجد، وقد تولى القضاء في بلدة مقرن، فهو يعد من علماء القرن العاشر الهجري.
الشيخ سيف بن محمد بن عزاز (؟-1129هـ)
الشيخ القاضي سيف بن محمد بن عزاز، خال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولد في بلدة أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم قاضي العيينة الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله بن مشرف.
قام الشيخ سيف بن عزاز بالإفتاء والتدريس وذلك بعد أن مهر في الفقه فأخذ عنه الكثير من طلاب العلم في نجد، ومن أبرز تلاميذه الشيخ محمد بن فيروز قاضي الكويت، المتوفى عام 1135هـ.
ولقد تولى الشيخ سيف بن عزاز قضاء بلدة أشيقر، وقد نقل الشيخ أحمد المنقور عنه واعتمد على إجاباته في الفتاوي، وفي عام ۱۱۲۹هـ توفي الشيخ سيف ابن عزاز.
الشيخ صالح بن عبدالله أبا الخيل (؟-1184هـ)
الشيخ القاضي صالح بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالله أبا الخيل، ولد في بلدة عنيزة، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب والشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف بن عبدالله الشمري.
وعلى أي حال، فقد أصبح الشيخ صالح أبا الخيل من كبار العلماء، فقد انتفع بعلمه العديد من طلاب العلم في نجد، ومنهم الشيخ محمد بن علي بن سلوم والشيخ أحمد بن شبانة.
تولى الشيخ صالح قضاء عنيزة، وكانت وفاته عام 1184هـ.
الشيخ صالح بن محمد بن عبدالله الصائغ (؟-1184هـ)
الشيخ القاضي صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الصائغ، ولد في بلدة عنيزة، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم الشيخ عبدالله بن عضيب.
قام الشيخ صالح الصائغ بالإفتاء والتدريس، وأصبح من كبار العلماء في عنيزة تولى القضاء في بلدة عنيزة خلفاً للشيخ محمد بن علي آل زامل، وكانت وفاته في عام 1184هـ وكان كفيف البصر.
الشيخ طلحة بن حسن بن بسام (؟-970هـ)
الشيخ القاضي طلحه بن حسن بن علي بن عبدالله بن بسام. ولد في أشيقر ونشأ في بيت علم، فأبوه علامة أشيقر، وقد قرأ على والده الشيخ حسن وغيره من علماء نجد.
تولى الشيخ طلحه القضاء في أشيقر وجلس للتدريس والإفتاء، فأصبح من العلماء الفضلاء المشار إليهم في بلده فكان عمدتهم وموضع ثقتهم ومحرر وثائقهم وكاتب حججهم، فهو محرر وثيقة وقف صقر بن قطام في شوال عام 942هـ. ولقد توفي الشيخ طلحه بن حسن بن بسام في بلده أشيقر، عام 970هـ.
الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن بليهد (1120-1184هـ)
الشيخ القاضي عبدالرحمن بن سليمان بن عثمان بن بليهد، ولد في المجمعة عام 1120هـ تقريباً، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم الشيخ أحمد بن شبانة والشيخ محمد بن سلوم.
تولى الشيخ عبدالرحمن القضاء في بلدة المجمعة وظل فيه إلى أن توفي عام 1184هـ.
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان أبابطين (؟-1121هـ)
الشيخ القاضي عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبا بطين، ولد في بلدة الروضة من بلدان سدير، ونشأ فيها، وقرأ على علماء سدير وغيرهم.
ولما تمكن الشيخ عبدالرحمن من العلم، عين قاضياً على روضة سدير، وقد صور المسمى “المجموع فيما هو كثير الوقوع”، ولقد كانت وفاته في عام 1121هـ.
الشيخ عبدالقادر بن عبدالله العديلي (؟- 1180هـ)
الشيخ القاضي عبدالقادر بن عبدالله العديلي، ولد في المجمعة، ونشأ فيها وقرأ على علمائها.
ولقد تصدى الشيخ عبدالقادر للإفتاء والتدريس، فانتفع بعلمه العديد من طلاب العلم في نجد، ومن أبرز تلاميذه الشيخ أحمد بن محمد التويجري.
تولى الشيخ عبدالقادر العديلي القضاء في المجمعة، وكانت وفاته في عام1180هـ.
الشيخ عبدالله بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل (؟-1067هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وأخذ عن علمائها إلى أن أصبح من علمائها وفقهائها.
وكان الشيخ عبدالله ذو خط حسن، فقد كتب كتباً كثيرة بخطه، تولى القضاء في بلدة أشيقر، كما قام بالتدريس إلى أن توفي في عام 1067هـ.
الشيخ عبدالله بن أحمد بن سحيم (؟-1175هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن أحمد بن محمد بن سحيم، ولد في المجمعة ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، وكان شغوفاً بنسخ الكتب لنفسه، فكون بذلك مكتبة كبيرة معظمها بخط يده، وقد لقب بالكاتب.
تولى الشيخ عبدالله بن سحيم القضاء في بلدة المجمعة، وكان يقوم بالإفتاء والتدريس وكتابة الوثائق. وكان ممن كاتبهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فلقد كان الشيخ عبدالله بن سحيم من بيت علم كبير في نجد، وكانت وفاته في عام1175هـ.
الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب (1070-1161هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن أحمد بن محمد بن عضيب بن ناصر بن إبراهيم ابن عبدالله بن محمد بن حسين آل رحمه الناصري العمري التميمي.
ولد الشيخ عبدالله في قرية من قرى سدير. حوالي عام 1070هـ. وتلقى تعليمه الأولي في بلده على يد الشيخ فوزان بن نصر الله، وعندما رغب في التزود من العلم رحل إلى مدينة أشيقر التي كانت مكتظة بالعلماء والفقهاء في ذلك الوقت، وأخذ العلم من أشهر علمائها ومشايخها الشيخ أحمد بن محمد بن حسن القصير الذي لازمه ملازمة تامة، كذلك أخذ العلم من كل من الشيخ عبدالله بن ذهلان والشيخ عبدالوهاب بن عبدالله بن مشرف حتى برع في الفقه وعلم الفرائض، كما شارك أيضاً في غيرهما من العلوم.
وبعد أن نهل الشيخ عبدالله من العلم في أشيقر توجه إلى المذنب إحدى قرى القصيم والتي كان يوجد فيها أسر من عشيرته النواصر وكانت إمارة القرية فيهم، فسكنها وقام بحفر بئر فيها تولى حفره بنفسه، فخرج ماؤها عذباً وسميت القفيفة، وكان الشيخ عبدالله يشارط الصبيان الذين يرفعون له التراب من البئر، كل زنبيل بتمرة، وكان يضع التمر عنده في أسفل البئر، فإذا ملأ زنبيلاً من التراب وضع عليه تمرة، فجذبه الصبيان وأخذوا التمرة.
وعلى أي حال، فقد أصبحت هذه البئر منهل أهالي المذنب، ولا تزال هذه البئر معروفة حتى وقتنا الحاضر.
وعندما اشتهر أمر الشيخ عبدالله بن عضيب وذاع صيته في المذنب، سمع به أهل بلدة عنيزة القريبة منهم، فتوجهوا إليه وطلبوا منه أن ينتقل معهم إلى عنيزة لكي يستفيدوا من علمه وتعليمه، فأجابهم إلى طلبهم وذهب معهم إلى عنيزة التي كانت هي وسائر مدن القصيم مقفرة من العلم وكان أعلم من فيها من يحسن القراءة والكتابة. فقام الشيخ عبدالله بعقد مجالس للدرس الخاص والعام، ولقد أوقف بعض الناس الراغبين في الخير بيته ليدرس فيه الشيخ ابن عضيب الذي نشر العلم في عنيزة.
وعلى أي حال، فقد قام الشيخ عبدالله بن عضيب بحث الناس على التعلم ورغبهم فيهم، كما قام بمساعدة الطلاب بماله وكتبه وكان يشير عليهم بكتابة كتاب في الفقه ويبتدئه لهم ويساعدهم عليه.
ولقد تتلمذ على يد الشيخ عبدالله بن عضيب العديد من الطلاب من أبرزهم الشيخ حميدان بن تركي والشيخ سليمان بن عبدالله بن زامل والشيخ صالح بن عبدالله الصائغ والشيخ عبدالله بن أحمد بن إسماعيل والشيخ محمد ابن إبراهيم أبا الخيل والشيخ محمد بن علي بن زامل والشيخ منصور بن تركي، وغير هؤلاء كثير مما انتفعوا بعلمه. وقد نبغ بعض تلاميذه فاعتلوا منزلة علمية عالية حتى صاروا يجارون شيخهم في بحث بعض المسائل وتحقيقها.
كان الشيخ عبدالله بن عضيب معاصراً للشيخ عبدالوهاب بن سليمان وكانت بينهما مجادلات ومباحثات في العلم وكانا يرتضيان في حل ما يتجادلان فيه، الشيخ محمد أبا المواهب مفتي الحنابلة في دمشق، ومن الأمثلة على ذلك ما جرى بين الشيخ ابن عضيب والشيخ عبدالوهاب بن سليمان من مجادلة في نص حديث “ثلاث فيهن البركة البيع إلى أجل، والمقايضة، وخلط البر بالشعير للبيت لا للبيع، فالشيخ ابن عضيب يقول أنه للبيت لا للبيع”، أما الشيخ عبدالوهاب فيقول للبيع لا للبيت واشتد الخلاف بينهما، فحكما الشيخ محمد أبا المواهب الذي حسم الأمر بتصويب رأي الشيخ عبدالله بن عضيب.
أدرك الشيخ عبدالله بن عضيب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي كاتبه وشرح له دعوته في بعض رسائله المنشورة في تاريخ ابن غنام، غير أن الشيخ ابن عضيب توفي في أوائل الدعوة السلفية وقبل انتشارها.
ولقد تولى الشيخ ابن عضيب قضاء عنيزة عام 1110هـ واستمر فيه حتى حدثت فتنة بين أمير عنيزة وبين بعض عشيرته، فأراد الشيخ ابن عضيب أن يصلح بينهم وينهي الخلاف فلم يستطع، فغضب وقرر الرحيل عنهم، ولما كان أهل عنيزة في أمس الحاجة إليه، استرضوه فرضي، غير أنه نزل في قرية قريبة من عنيزة تسمى الضبط -وهي الآن أحد أحيائها –وفي الضبط قام الشيخ ابن عضيب ببناء مسجد هو جامع الضبط الآن، كما بني داراً واشترى أرضاً للزراعة تسمى (صقصق) وصار يعيش من زراعتها.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ ابن عضيب كان صاحب همة في العلم، وتزداد رغبته في العلم كلما طعن في السن، وكان لا يضجر من كثرة الدرس حيث كان مواظباً على التدريس من بكرة النهار إلى ضحوته، وبعد الظهر إلى قرب العصر وبعد العصر وبين العشائين يقرأ غالباً إما في تفسير البغوي أو ابن كثير أو حديثاً أو وعظاً، وفي ليالي الشتاء يقرأ بعد العشاء دروس الفرائض أو السيرة النبوية.
ولقد ألف الشيخ ابن عضيب رسالة في تحريم الدخان سماها الأفعى، واختصر القاموس المحيط في اللغة.
خلف الشيخ عبدالله مكتبة نفيسة ضخمة، ويرجع ذلك إلى حرصه الشديد على اقتناء الكتب إما بالشراء أو النسخ، ولقد نسخ بخطه الكثير من الكتب، منها كتب الفقه والتفسير والحديث وغيرها، ويذكر ابن حميد أنه لم ير ولم يسمع منذ أزمان من يضاهيه أو يقاربه في كثرة ما كتب. وكان يرسل في طلب الكتب، حتى أن المسافرين من أهل نجد إلى الشام وبغداد وغيرهما يقصدون شراء الكتب لإهدائها إليه حتى جمع من الكتب كماً عظيماً، وبعد وفاته اشترى هذه المكتبة أشهر تلاميذه الشيخ حميدان بن تركي.
وفي شهر شعبان عام 1161هـ توفي الشيخ عبدالله بن عضيب في الضبط، ودفن في مقبرتها، ولا يزال قبره معروفاً فيها حتى وقتنا الحاضر.
الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن مشرف (؟ – 1053هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن أحمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن مشرف، ولد في بلدة أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، وكان من أبرزهم والده الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف.
ولما تمكن الشيخ عبدالله بن مشرف من العلم وأصبح عالماً فقيهاً وأديباً، تولى القضاء في أشيقر، وقد اطلعت على حكم وقف حكم بصحته وثباته ولزومه الشيخ عبدالله بن إسماعيل وتوفي الشيخ عبدالله في عام 1052هـ.
الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف (؟ – 1056هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن عبدالوهاب بن موسى بن عبدالقادر بن مشرف، تلقى تعليمه على علماء نجد، ومن أشهرهم الشيخ أحمد بن محمد بن بسام وبعدها أراد الاستزادة من العلم، فقام برحلته العلمية إلى مصر حيث قرأ على الشيخ منصور البهوتي، وبعد أن نبغ في العلم وخصوصاً في الفقه، عاد إلى نجد وتولى قضاء العيينة، وقام بالتدريس، وممن أخذ عنه ابنه الشيخ عبدالوهاب.
ولقد وردت أسئلة عديدة للشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف وكان يجيب عليها، ولقد نقل منها الشيخ أحمد المنقور في مجموعه الشهير «الفواكه العديدة في المسائل المفيدة “.
وفي عام 1056هـ توفي الشيخ عبدالله بن مشرف.
الشيخ عبدالله بن عثمان بن بسام (1090 – 1160هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن عثمان بن بسام ولد في أشيقر عام 1090هـ تقريباً ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أشهرهم الشيخ أحمد القصير والشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين.
ولما تمكن الشيخ عبدالله بن بسام من العلم وأصبح من الفقهاء والعلماء البارزين، تصدى للإفتاء والوعظ والتدريس، وعين قاضياً في بلدة أشيقر إلى أن توفي فيها عام 1160هـ.
الشيخ عبدالله بن عفالق (؟- 1019هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن عفالق الذي قرأ على علماء نجد، وكان أشهر علماء زمنه الشيخ أحمد بن مشرف والشيخ عبدالقادر بن راشد بن مشرف.
ولما نبغ الشيخ عبدالله بن عفالق في العلم عين قاضياً في بلدة العيينة، عين قاضياً في بلدة العيينة وكانت وفاته في عام 1019هـ.
الشيخ عبدالله بن عيسى المويس (؟ – 1175هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن عيسى المويس، ولد في بلدة حرمة، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ثم أراد الاستزادة من العلم، فقام برحلته العلمية إلى دمشق وكان من أشهر مشايخه العلامة محمد السفاريني، ولما أتم تعليمه، ونبغ في الفقه عاد إلى نجد، وتصدى للإفتاء والتدريس، وقد تولى قضاء بلدة حرمة إلى أن توفي.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ عبدالله المويس كان معاصراً للشيخ محمد بن عبدالوهاب، فقد بعث إليه الشيخ محمد بن عبدالوهاب برسالة يشرح له فيها دعوته، غير أن الشيخ المويس للأسف لم يستجب لدعوته، فكان ممن أنكرعلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته الإصلاحية.
وكانت وفاة الشيخ عبدالله المويس في عام 1175هـ.
الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان (؟ – 1099هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن محمد بن ذهلان آل مسحوب. ولد في العيينة التي كانت آهلة بالعلماء والفقهاء في ذلك الوقت، فأخذ عنهم الشيخ عبدالله بن ذهلان كما أخذ عن غيرهم من علماء نجد وكان من أشهر علمائه الذين أخذ عنهم، الشيخ محمد ابن أحمد بن إسماعيل والشيخ أحمد بن ناصر بن محمد بن ناصر بن مشرف. ولقد أراد التزود من العلم فرحل إلى دمشق وتتلمذ على يد الشيخ بدر الدين محمد البلباني ثم عاد إلى بلاده نجد.
ويذكر الشيخ أحمد المنقور في مجموعه سند الشيخ عبدالله بن ذهلان الفقهي بقوله: «أخذ شيخنا عبدالله بن محمد بن ذهلان – طيب الله ثراه – العلم عن جماعة منهم الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل وأخذ الشيخ محمد بن إسماعيل عن جماعة، منهم الشيخ أحمد بن محمد، وأخذ الشيخ أحمد عن جماعة، منهم: شهاب الدين بن عطوة، وأخذ العلم ابن عطوة عن الشيخ أحمد بن عبدالله العسكري “.
وعلى أي حال، فقد تتلمذ على يد الشيخ عبدالله بن ذهلان العديد من طلاب العلم في نجد من أبرزهم الشيخ أحمد بن محمد المنقور والعلامة المحقق الشيخ عثمان ابن قائد، والشيخ أحمد بن محمد القصير والشيخ عبدالرحمن بن بليهد والشيخ محمد بن ربيعة العوسجي.
تولى الشيخ عبدالله بن ذهلان القضاء في الرياض، وقد ذاع صيته واستفاد منه أناس كثيرون، وقد شغل منصب القضاء والتدريس الشيخ ابن ذهلان عن التفرغ للتأليف غير أنه قد وصلت إلينا أثاره العلمية بما نقله عنه تلميذه الشيخ أحمد المنقور في مجموعه المشهور.
وفي الثامن من شهر ذي الحجة عام 1099هـ، توفي الشيخ عبدالله بن ذهلان في الرياض.
الشيخ عبدالله بن محمد بن سلطان البدراني (1043- 1092هـ)
الشيخ القاضي عبدالله بن محمد بن سلطان البدراني، ولد في بلدة البير عام 1043هـ، ونشأ فيها ثم انتقل إلى المدينة المنورة حيث درس هناك على علماء المدينة ومن يفد إليها، وبعد أن تم تعليمه، قامت الدولة العثمانية – باعتبار أن البلاد الإسلامية تخضع لحكمها – بتعيينه على قضاء المجمعة، فتولى الشيخ عبدالله بن محمد بن سلطان قضاء المجمعة إلى أن توفي عام 1092هـ.
الشيخ عبدالوهاب بن سليمان بن مشرف (؟ – 1153هـ)
الشيخ القاضي عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن مشرف هو والد الشيخ محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة السلفية الذي تربى تربية إسلامية صحيحة فأنتجت بذرة كريمة طيبة لهذه الانطلاقة الإصلاحية التي جدد بها الدين. فلقد توسم والده فيه الخير، وكان يتحدث بذلك ويبديه، وكان يتعجب من فهم أبنه وإدراكه قبل بلوغه، يقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام. وعلى أي حال، فقد ولد الشيخ المترجم له عبدالوهاب بن سليمان في العيينة، وكان والده الشيخ سليمان بن علي علامة نجد في ذلك الوقت، فنشأ في بيت علم حيث أخذ عن والده وعن غيره من علماء العيينة، ونجد، ومن أشهرهم الشيخ محمد بن ناصر بن محمد بن مشرف، ولما أصبح فقيهاً. قام بالإفتاء والتدريس، ولقد استفاد منه كثير من طلاب العلم ومن أبرز تلاميذه ابنيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ سليمان بن عبدالوهاب وأخوه إبراهيم بن سليمان بن علي وابن أخيه عبدالرحمن بن إبراهيم بن سليمان بن علي.
تولى الشيخ عبدالوهاب بن سليمان قضاء العيينة لمدة طويلة غير أنه في عام 1139هـ قام أمير العيينة محمد بن حمد بن عبدالله بن محمد بن معمر بعزل الشيخ عبدالوهاب عن قضاء العيينة، وعين مكانه الشيخ أحمد بن عبدالله بن عبدالوهاب، في حين انتقل الشيخ عبدالوهاب إلى حريملاء وتولى القضاء فيها في ذلك العام.
وفي شهر ذي الحجة عام 1153هـ، توفي الشيخ عبدالوهاب في حريملاء.
الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله بن مشرف (؟-1125هـ)
الشيخ القاضي عبدالوهاب بن عبدالله بن عبدالوهاب بن موسى بن عبدالقادر ابن مشرف تلقى علومه على يد والده، الذي كان من تلاميذ الشيخ منصور بن يونس البهوتي فبرع في الفقه، وأفتى في مسائل عديدة بأجوبة محررة سديدة، غير أنها تشتت لأنها لم تجمع إلا جزء قليل منها وجد في مجموع المنقور.
وقد تتلمذ على يد الشيخ عبدالوهاب العديد من طلاب العلم في نجد ومنهم الشيخ سيف بن محمد بن عزاز والشيخ عبدالله بن محمد بن فيروز.
تولى المترجم له الشيخ عبدالوهاب قضاء العيينة حتى وفاته في عام 1125هـ في بلدة العيينة.
الشيخ عثمان بن عبدالله بن شبانة
الشيخ القاضي عثمان بن عبدالله بن شبانة بن محمد بن شبانة، ولد في بلدة المجمعة، ونشأ فيها، وقرأ على عمه الشيخ أحمد بن شبانة.
تولى الشيخ عثمان القضاء في بلدة المجمعة، وقام بالتدريس، وكان من تلاميذه ابنه الشيخ حمد بن عثمان بن شبانة، ويبدو أن الشيخ عثمان قد أدرك دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية.
الشيخ عثمان بن عقيل بن عثمان بن إسماعيل السحيمي (؟-1182هـ)
الشيخ القاضي عثمان بن عقيل بن عثمان الملقب بالسحيمي ابن محمد بن عبدالله بن أحمد بن إسماعيل، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها ولما أدرك قسطاً وافراً من التعليم، تصدى للإفتاء والتدريس، وتولى الشيخ عثمان القضاء في بلدته أشيقر، فقد أطلعت على حكم من أحكامه، يخص وقف آل عثيمين قال في آخره “كتب ما تضمن بطن هذه الصحيفة وظهرها وحكم بينهم راجي عفو ربه وغفرانه عثمان ابن عقيل بن عثمان الشهير بالسحيمي وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم “. وكان الشيخ عثمان ممن عاصر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقبلها وأيدها، وكانت وفاته في عام 1182هـ.
الشيخ علي بن جعفر الفضلي (؟ – 1015هـ)
الشيخ القاضي علي بن جعفر الفضلي، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها. ولقد تولى الشيخ علي الفضلي القضاء في بلدة أشيقر، وقد اطلعت على حكم بيع يخص محمد بن عبدالرحمن بن على بن ريس والذي باع حويطه المعروف بالعميري على سليمان بن محمد بن قاسم وأخوه عبدالرحمن وذلك في جمادى الآخرة عام ۱۱۰۸هـ إلى أن توفي فيها عام 1015هـ.
الشيخ علي بن عمر بن مغامس (؟ – 1015هـ)
الشيخ القاضي علي بن عمر بن حسين بن علي بن مغامس، ولد في أشيقر ونشأ فيها، وقرأ على علمائها. تولى الشيخ علي بن مغامس القضاء في بلدة أشيقر إلى أن توفي في عام 1050هـ.
الشيخ علي بن محمد بن بسام (؟ – 1090هـ)
الشيخ القاضي علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بسام، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومنهم الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله ابن بسام.
ولما تمكن الشيخ علي بن بسام من العلم، وأصبح من كبار العلماء والفقهاء، تصدى للإفتاء والتدريس، وعين قاضياً في بلدة أشيقر، وظل قاضياً فيها إلى أن توفي في عام 1090هـ.
الشيخ فوزان بن نصر الله بن محمد بن مشعاب (؟-1149هـ)
الشيخ القاضي فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى ن صقر بن مشعاب، ولد في عنيزة، غير أن سكناه كانت في حوطة سدير، فقرأ على علمائها حتى أصبح من العلماء المشهورين.
وكان من أشهر مشايخه الشيخ أحمد القصير الذي أجازه في عام 1099هـ. عندما أراد الشيخ فوزان الاستزادة من العلم سافر إلى دمشق، وأخذ عن علمائها، وكان من أشهرهم الشيخ عبدالقادر التغلبي شارح الدليل، والشيخ عبدالقادر البصري الحنبلي.
وحينما عاد الشيخ فوزان إلى نجد، تصدى للتعليم وكان من أبرز تلاميذه الشيخ عبدالله بن محمد بن فيروز والشيخ محمد بن عباد الدوسري، ولقد توفي الشيخ فوزان في حوطة سدير عام 1149هـ.
الشيخ محمد بن إبراهيم أبا الخيل (1112 – 1170هـ)
الشيخ القاضي محمد بن إبراهيم بن عبدالله أبا الخيل، ولد في بلدة عنيزة في عام 1112هـ، ونشأ فيها، ولما قدم الشيخ عبدالله بن عضيب إلى عنيزة، شرع الشيخ محمد أبا الخيل في القراءة عليه وكان من أبرز تلاميذه.
وكان الشيخ محمد أبا الخيل من العلماء الأثرياء، فقد اتخذ دوراً وعقارات، وأوقف من عقاراته (بستان العليا وبستان الخياط) وجعله وقفاً على طلبة العلم في ذريته.
ولقد تولى الشيخ محمد القضاء في بلدة عنيزة خلفاً لزميله الشيخ سليمان عبدالله بن زامل في عام 1145هـ، وكانت وفاته في عنيزة حوالي عام 1170هـ
الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل (؟-1059هـ)
الشيخ القاضي محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهري بن جراح.
ولد الشيخ محمد بن إسماعيل في أشيقر ونشأ فيها وشرع في القراءة على علمائها، حيث كانت أشيقر في ذلك الوقت هي مدينة العلم والفقه، ومن أشهر مشايخه الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف.
ويعتبر الشيخ محمد بن إسماعيل علامة نجد في زمنه، وقد انتهت إليه الرئاسة في العلم. وقد كان العلماء يرجعون إليه في الكثير من المشكلات. ولقد عاصر الشيخ محمد بن إسماعيل الشيخ سليمان بن علي بن مشرف، وكان يكن له كل إجلال واحترام، وكان حفيده الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعيل تلميذاً للشيخ سليمان، وإذا بحثا في مسألة من مسائل الفقه قال له: «جدك يقول فيها كذا وكذا “.
تأهل الشيخ محمد بن إسماعيل للتصنيف وألف رسالة في الفقه في خمس صفحات وله فتاوي كثيرة قال عنها بعض مؤرخي نجد أنها لو جمعت لجاءت في مجلد ضخم، ولقد نقل عنها الشيخ أحمد المنقور في مجموعه المشهور والمسمى بالفواكه العديدة في المسائل المفيدة، ولقد عمل الشيخ المترجم له في خدمة العلم والتعليم فترة طويلة من عمره.
كان من أبرز تلاميذه الشيخ أحمد بن محمد بن بسام والشيخ عبدالله بن محمد ابن ذهلان والشيخ أحمد بن محمد القصير، والشيخ أحمد بن محمد البجادي والشيخ محمد بن موسى البصيري، كذلك ابني المترجم الشيخ إبراهيم بن محمد بن إسماعيل والشيخ عبدالله بن محمد بن إسماعيل وأيضاً أخو المترجم الشيخ عبدالرحمن ابن أحمد بن إسماعيل، وغير هؤلاء كثيرون ممن قصدوه لطلب العلم.
تولى الشيخ محمد بن إسماعيل القضاء في أشيقر مدة طويلة حوالي سبع وأربعين سنة حتى أصبح مرجع القضاة. وكان لمكانته الرفيعة في مجتمعه أنه تمكن من إخماد فتنة كادت أن تشتعل بين أهالي بلدة ثرمداء وبين الشريف محمد الحارث في: عام 1056هـ كما سبق ذكره.
وفي الثامن من ذي الحجة عام 1059هـ توفي الشيخ محمد بن إسماعيل في أشيقر. وبعد هو مؤسس بيت العلم في آل إسماعيل لأنه كان أول عالم ظهر فيهم، فكان من بعده إخوانه وأبناؤه وأحفاده، وكلهم علماء فضلاء قضاة.
الشيخ محمد بن أحمد بن بسام القاضي
الشيخ القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن منيف بن بسام بن منيف بن عساكر بن بسام بن عقبه بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبه بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد الشيخ محمد ونشأ في أشيقر وتلقى تعليمه فيها حيث كانت أشيقر آهلة بالعلماء، وخصوصاً علماء الوهبة عشيرته، وقد جد واجتهد في طلب العلم حتى أصبح من كبار علماء نجد في تلك الفترة.
في بادئ الأمر تولى الشيخ محمد قضاء أشيقر، ولما حمدت سيرته وأعماله وحج إلى بيت الله الحرام طلب منه شريف مكة، أن يكون قاضياً لعالية نجد، غير أن الشيخ محمد امتنع واعتذر عن ذلك وكان من أعذاره عدم أهليته للقضاء فقام الشريف بسؤال علماء أشيقر عنه، فجاءت إجاباتهم له إنه لا يوجد أصلح منه للقضاء، لما يعلمونه من علمه ودينه، وبذلك أكرهه الشريف على قبول وتولي القضاء، فالتزم وصار مقر قضائه لتلك المقاطعة الكبيرة هي بلدة الشعراء.
وعلى أي حال، فقد قام الشيخ محمد بقضاء عالية نجد أحسن قيام ومن بعد ذلك لقب بالقاضي، وعرفت ذريته إلى اليوم بالقضاة نسبة إليه، فهو جد القضاة أهل عنيزة وغيرهم.
ويعتبر الشيخ محمد من علماء النصف الأخير من القرن العاشر الهجري فهو أحد مجددي وثيقة صبيح عتيق عقبة بن راجح بن عساكر بن بسام، تلك الوثيقة التي تناقلها علماء نجد بأقلامهم حتى وصلت إلينا.
الشيخ محمد بن أحمد القصير (؟-1139هـ)
الشيخ القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان القصير، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وكان محباً للعلم فهو من بيت علم كبير فوالده الشيخ أحمد القصير كبير علماء نجد، وعماه من العلماء، هما الشيخ عبدالله والشيخ محمد، تلقى العلم على يد والده وعلى يد غيره من علماء نجد.
ولما أصبح من العلماء المعروفين، أخذ يراسل العلماء في بلدانهم في مسائل العلم، ولقد خلف والده في قضاء أشيقر، وكانت وفاته عام 1139هـ.
الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي (البدراني الدوسري) (1065 – 1158هـ)
الشيخ القاضي محمد بن ربيعة بن محمد بن ربيعة بن محمد العوسجي (البدراني الدوسري)، ولد في بلدة ثادق عام 1065هـ، ونشأ فيها، وقرأ على علماء نجد، ومنهم الشيخ أحمد بن محمد القصير، ولقد زامل الشيخ أحمد المنقور في القراءة على العلامة الشيخ عبدالله بن ذهلان قاضي الرياض.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ محمد بن ربيعة كان معاصراً للشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولقد ذكر الشيخ أحمد المنقور أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد أجاب على مسألة سأله عنها.
وكان من مشايخ الشيخ محمد بن ربيعة أيضاً الشيخ منيع بن محمد العوسجي. وقام الشيخ محمد بن ربيعة بتكوين مكتبة كبيرة ونفيسة، جمعها من نسخه للعديد من الكتب بخطه، وكذلك من شراءه المكتبة شيخه ابن ذهلان بعد وفاته، وللشيخ محمد بن ربيعة نبذة تاريخية تبدأ بوفاة الشيخ أحمد بن عطوة عام 948هـ وتنتهي بحوادث عام 1148هـ. وقد حقق هذه النبذة التاريخية الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل.
تولى الشيخ محمد بن ربيعة القضاء في بلدة ثادق إلى أن توفي في صفر عام 1158هـ.
الشيخ محمد بن حمد بن عباد (البدراني الدوسري) (؟-1175هـ)
الشيخ القاضي محمد بن حمد بن عباد الدوسري من آل عوسج (البدارين الدواسر)، ولد في بلدة البير، ونشأ فيها، ثم رحل منها إلى حوطة سدير، فقرأ على علمائها ولازمهم وكان من أشهرهم الشيخ فوزان بن نصر الله والشيخ عجلان بن منيع.
ولما تلقى قسطاً وافراً من التعليم، عاد إلى بلدة البير، وتصدى للتعليم، ومن ثم عين قاضياً لبلدة ثرمداء، واستمر قاضياً بها حتى وفاته.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الشيخ محمد بن حمد بن عباد الدوسري قد قام بمراسلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقد توفي الشيخ محمد بن حمد الدوسري في بداية الدعوة.
كتب الشيخ محمد بن حمد بن عباد الدوسري نبذة تاريخية عن حوادث نجد وأخبارها، ابتداءه من عام 1015هـ إلى عام وفاته 1175هـ.
الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعيل (؟-1109هـ)
الشيخ القاضي محمد بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، ولد في بلدة أشيقر، ونشأ فيها في بيت علم، فجده علامة نجد الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل، ولقد تلقى الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل تعليمه على يد والده وعلى عمه الشيخ إبراهيم بن محمد بن إسماعيل، وكان من أشهر مشايخه أيضاً وأبرزهم الشيخ سليمان ابن علي بن مشرف جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب. فلقد كتب الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل كراسة تحتوي على ثلاثين مسألة في الفقه أجاب عنها شيخه سليمان بن علي بخطه.
تصدى الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل للتعليم، وكان من أبرز تلاميذه ابنه الشيخ إبراهيم الذي تولى قضاء بلد القرائن، وكذلك الشيخ عبدالعزيز الحصين.
ولقد تولى الشيخ محمد قضاء أشيقر، وقد اطلعت على وصية وقف باسم محمد بن عيسى كتبها الشيخ محمد بن عبدالله بن إسماعيل وأثبتها وكانت وفاة الشيخ محمد في عام 1109هـ.
الشيخ محمد بن عبدالله بن سلطان (البدراني الدوسري) (؟-1099هـ)
الشيخ القاضي محمد بن عبدالله بن سلطان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن جمعان بن سلطان بن صبيح بن جبر بن راجح بن خترش بن بدران ابن زائد الدوسري.
تلقى الشيخ محمد بن عبدالله الدوسري العلم على علماء نجد ولقد كان معاصراً للشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان، كما كان مدركاً لزمن الشيخ سليمان بن علي بن مشرف، ولما برع في الفقه ولي القضاء على بلدة المجمعة قاعدة إقليم سدير، بالإضافة إلى مهمات أخرى كالخطابة والإفتاء وتدريس الطلاب، إلى أن توفي عام 1099هـ.
الشيخ محمد بن عبدالله السويكت
الشيخ القاضي محمد بن عبدالله السويكت، ولد في أشيقر، ونشأ فيها. وقرأ على علمائها، وكان من أبرزهم الشيخ أحمد بن محمد القصير وكذلك الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين.
وحينما مهر في الفقه طلبه أهالي بلدة جلاجل ليكون قاضياً لهم، فانتقل إليهم وقام بالقضاء والتدريس والإفتاء على أكمل وجه إلى أن توفي، ويعد الشيخ محمد السويكت من علماء القرن الثاني عشر الهجري.
الشيخ محمد بن عبدالله بن مشرف (؟-1030هـ)
الشيخ القاضي محمد بن عبدالله بن حسن بن منصور بن بريد بن مشرف ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، فلقد عاصر كبار علمائها الشيخ أحمد بن محمد بن بسام والشيخ أحمد بن محمد بن مشرف.
ولما تمكن الشيخ محمد بن عبدالله بن مشرف من العلم، عين قاضياً في بلدة أشيقر، وكانت وفاته عام 1035هـ.
الشيخ محمد بن علي بن زامل
الشيخ القاضي محمد بن علي بن محمد بن زامل، ولد في عنيزة، ونشأ فيها، ولما قدم إليها الشيخ عبدالله بن عضيب، أخذ عنه الشيخ محمد بن علي بن زامل العلوم الشرعية، كما أخذ عن الشيخ سليمان بن زامل.
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد كاتبه، ولقد تولى الشيخ محمد بن زامل قضاء عنيزة بعد زميله الشيخ عبدالله بن أحمد بن إسماعيل، وكانت وفاته في آخر القرن الثاني عشر الهجري.
الشيخ محمد بن عيد (؟-1180هـ)
الشيخ القاضي محمد بن عيد، ولد في ثرمداء، ولما تحصل من العلم تولي قضاء بلدة ثرمداء.
وكان الشيخ محمد بن عيد ممن كاتبهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ولما حدثت في عام ۱۱۸۰هـ معركة بين الإمام عبدالعزيز بن محمد وبين أهل ثرمداء وسميت بوقعة الصحن،انتصر فيها الإمام عبدالعزيز، وقتل من أهل ثرمداء حوالي عشرين رجلاً كان الشيخ محمد بن عيد منهم.
الشيخ مريد بن أحمد التميمي (؟-1171هـ)
الشيخ القاضي مريد بن أحمد بن عمر التميمي من سكان بلدة حريملاء، ولقد قرأ على علماء نجد، ولما أراد الاستزادة من العلم، قام برحلته العلمية إلى الشام، وبعدها عاد إلى وطنه.
تولى الشيخ مريد قضاء بلدة حريملاء، غير أنه كان للأسف من أعداء الدعوة السلفية، ولقد سافر إلى اليمن ومكث فيها عدة سنين وبعدها عاد إلى بلدة حريملاء باعتباره قاضيها. وفي تلك الأثناء كان الإمام محمد بن سعود قد عزل أمير حريملاء مبارك بن عدوان عن الإمارة، وعين مكانه حمد بن ناصر بن عدوان، وهناك حصل قتال بين الأميرين، انتهى بانتصار أمير الإمام محمد بن سعود، فهرب الشيخ مريد من حريملاء وتوجه إلى رغبة حيث أمسكه أميرها علي الجريسي وقتله في عام 1171هـ.
الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي (البدراني الدوسري) (؟0-1134هـ)
الشيخ القاضي منيع بن محمد بن منيع العوسجي (البدراني الدوسري)، ولد في بلدة ثادق، ونشأ فيها، وقرأ الشيخ منيع على العديد من علماء نجد من أبرزهم الشيخ عبدالله بن ذهلان والشيخ سليمان بن علي بن مشرف.
وحينما أراد الاستزادة من العلم، قام برحلته العلمية إلى الأحساء حيث قرأ على الشيخ عبدالرحمن بن عفالق، فدرس التوحيد والفقه والعلوم العربية وبعدها عاد إلى نجد، وتصدى للتدريس والإفتاء.
ألف الشيخ منيع مصنف عبارة عن رسالة باسم النقل المختار من كلام الأخيار يرد بها على بعض العلماء الشافعيين من أهل الأحساء في مسألة الرضا بالقضاء.
تولى الشيخ منيع قضاء بلدة ثادق، وكانت وفاته فيها عام 1134هـ.
الشيخ موسى بن عامر بن سلطان (؟-1121هـ)
الشيخ القاضي موسى بن عامر بن سلطان، ولد في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، وقرأ على علماء نجد ومنهم الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة.
ولقد تولى الشيخ موسى قضاء الدرعية إلى أن توفي فيها عام 1021هـ.
الشيخ ناصر بن محمد بن عبدالقادر بن مشرف
الشيخ القاضي ناصر بن محمد بن عبدالقادر بن راشد بن يريد بن محمد بن بريد بن مشرف، ولد في أشيقر، ونشأ فيها، وقرأ على علمائها، ومن أبرزهم والده الشيخ محمد بن عبدالقادر الذي تتلمذ على يد الشيخ أحمد بن عطوة. ولما تمكن من العلم، قام بالتدريس وانتفع بعلمه العديد من طلاب العلم في نجد، ومنهم ابنه الشيخ أحمد ابن ناصر قاضي الرياض (مقرن) ت 1049هـ.
وأيضاً ابنه الشيخ محمد بن ناصر. تولى الشيخ ناصر بن محمد قضاء أشيقر، فهو يعد من علماء القرن العاشر الهجري.
المصدر:
القضاة في نجد وأثرهم في المجتمع منذ القرن العاشر إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري/ إعداد حصة بنت أحمد بن عبدالرحمن السعدي؛ إشراف الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل. رسالة دكتوراة. الدمام: جامعة الدمام، 1420هـ، 1999 م. ص ص 183-248.