صورة تخيلية للأمير سويد بن علي
أسمه ونسبه:
سويد بن علي بن سويد بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن سليمان بن حماد بن عامر آل بن خميس البدراني الدوسري.
كنيته:
عرف الأمير سويد بن علي بن سويد براعي صرخة، (اضغط على كلمة صرخة للحصول على بعض المعلومات عنها).
مولده ونشأته:
ولد الأمير سويد بن علي بن سويد في بلدة جلاجل بإقليم سدير، وتربى في كنف والديه، وهو حفيد الأمير سويد بن محمد، لذا فهو نشأ في بيت الإمارة وتعلم منها فنون القيادة، وتقاليد الإمارة.
شخصيته:
لعل استقراء المصادر التاريخية التي ذكرت بعضاً من قصص الأمير سويد بن علي بن سويد، ومواقفه، وتصرفاته، تتضح منها شخصيته، فهو كان شخصاً قوياً وصارماً في طريقة تفكيره وتصرفاته، فذاً في شجاعته، قليل من بين نظرائه، لذا يمكن لنا القول أنه كان شخصية متفردة في كل صفاتها، ولعل أبرز ما تميزت به شخصيته:
– القوة: يبدو أن الأمير سويد بن علي بن سويد كان يتمتع بقوة جسدية وعقلية، مما جعله قادراً على التحمل في الظروف الصعبة، واتخاذ القرارات الصعبة.
– وضوح الرؤية: الأمير سويد كان يعرف ما يريد، وحدد أهدافه في مرحلة مبكرة من عمره، وليس هذا فقط بل كان يعرف كيف يحقق أهدافه، وبالفعل استطاع تحقيقها.
– الصرامة: المتتبع لسيرة الأمير سويد يلحظ أنه شخص صارم، ويتمسك بالمبادئ والقيم التي يؤمن بها بشدة، والأهداف التي يسعى لتحقيقها، ولا يتراجع عنها بسهولة، ويتخذ إجراءات صارمة عندما يكون ذلك ضرورياً.
– معتد بنفسه: ثقة الأمير سويد في نفسه وقدراته، جعلت من الصعب عليه قبول الأوامر أو التوجيهات من الآخرين بسهولة.
– مؤثر: يبدو أن الأمير سويد بن علي كان مؤثراً بشكل كبير على من حوله، والتوجيه والإلهام، وأن من يدورون في فلكه كانوا متفانين بدرجة كبيرة، وينفذون أوامره بدقة.
– شديد الشكيمة: الأمير سويد لديه إباءً وعناداً، فهو لا يستسلم أبداً، فمن الواضح أنه يلتزم برأيه وقراراته حتى لو كانت تتعارض مع آراء الآخرين.
– الحذر: يبدو أنه كان حذراً للغاية، ولا يثق في الأخرين بسرعة، علماً أن التحقق الجيد والحذر هما سمتان أساسيتان في القيادة.
طموحه:
المتتبع لأخبار سويد بن علي قبل توليه الإمارة يرى فيه طموح الفارس القوي الذي لا يقبل الخضوع أو الانقياد، ويطمح للإمارة، وعندما وصل إلى الإمارة يلحظ هجماته المتعددة على بلدات سدير رغبة في إخضاعها لإمارته، والتوسع فيها، فعينه لم تعد تكفيها جلاجل، فهو يريد إخضاع كامل إقليم سدير لإمارته، وقد حصل له ذلك، ونذكر من ذلك بعض ما ذكر كتب تواريخ نجد، ومنها:
– 1236هـ: وفيها قدم آل عثمان المجمعة، وسويد بن علي جلاجل، وعبد العزيز بن ماضي الروضة، ووقعت المنافرة أيضا بين سويد وأهل التويم وأهل عشيرة، فعدا سويد على التويم في جماد الأول وعاث في بلدهم، وقتل بن عمران وابن هداب عبد الرحمن وقتلوا من قومه ثلاثة أو أربعة.
– 1237هـ: وفي ليلة النصف منها (جماد الأول) استولى سويد بن علي الروضة.
– 1237هـ: ثم راجع جماعة أهل التويم سويد، وطلبوا العفو عما فعلوا فوافقهم على ذلك، وأمّر عليهم عبد العزيز بن عياف لأول ربيع الثاني، وعدا سويد على عشيرة.
– 1237هـ: سار (الكيخيا) قائد العساكر في ثرمداء، ومعه فيصل الدويش وبعض بوادي مطير واتجهوا إلى منطقة سدير، فأزهقوا الناس هناك بالأموال والضرائب المطلوبة، فثار أمير جلاجل سويد بن علي وبقية أهل سدير وقابلوهم بالسلاح وطردوهم فرحلوا إلى الوشم.
– 1239ه: وفيها سطوا أهل الروضة، وأتباعهم على الأمير سويد بن علي بن سويد في جلاجل، وصارت الغلبة لأهل جلاجل، وقتل من أهل الروضة وأتباعهم إحدى وعشرون رجلاً، منهم إبراهيم بن ماضي، ومحمد بن عبدالله بن ماضي، ومحمد بن ناصر بن عشري، وقتل من أهل جلاجل ستة رجال.
ولكن يبدو أن هذا الطموح لم يكن مؤيداً من جميع أهل جلاجل، بل من بعض آل سويد، فيذكر عبد الرحمن بن محمد بن ناصر في نقل له من عدة أوراق بقلم محمد بن عمر الفاخري، في حوادث سنة 1237هـ: “وفي رابع شعبان ربط سويد بن علي، ربطه عمه فهد وبنو عمه وغيرهم، وبعد يوم أطلقه أصحابه قهراً”.
وعلى ما يبدو أن شخصيته هذه هي التي جعلت الإمام تركي بن عبدالله عندما عزله عن إمارة جلاجل سنة 1247هـ، استدعاه ليكون بالقرب منه، فيذكر علي بن فهيد السكران في نبذة له عن آل رشيد نشرت في الجزء الأول من خزانة التواريخ النجدية، ما نصه: “كان رجل تركي المدعو سويد قد ترخص منه، بحجة أن له قريبة عجوز في ضرماء، ويرغب في زيارتها، وعند عودته وجد أن تركي قد قتل، وأن الحكم بيد مشاري. حزن سويد على وفاة عمه تركي، ولكن ما بيده حيلة، وضمه مشاري إلى رجاله”، وفي هذا دلالة على أن الإمام تركي عندما عزل سويد عن إمارة جلاجل، حرص أن يستدعيه ليكون عنده في قصره، وذلك لضمان أن لا يقوم سويد بأي أمر ضد من ولاه الإمام تركي على جلاجل، وهو محمد بن محارب بن سويد.
ومثل هذه الشخصيات القيادية؛ رغم أنه يصعب السيطرة عليها، إلا أنها عادة ما تكون محط إعجاب من الأئمة، فقد كان كل منهم يحاول أن يستميله إليه، سواء الإمام تركي بن عبدالله، أو مشارى بن عبد الرحمن بن مشاري بن سعود، أو الإمام فيصل بن تركي، بل كانت هي السبب وراء علاقة عبدالله بن رشيد به.
إمارة جلاجل:
تولى إمارة جلاجل على فترتين:
الأولى: 1236هـ حتى 1247هـ، حين عزله الإمام تركي بن عبدالله عن الإمارة.
الثانية: 1250هـ حتى 1283هـ.
لقاء الأمير سويد بن علي بن سويد بعبدالله بن رشيد:
يذكر علي بن فهيد السكران في نبذة له عن آل رشيد نشرت في الجزء الأول من خزانة التواريخ النجدية، ما نصه: ” وكان يمارس (يقصد عبدالله بن رشيد) عمل التجارة، وهذا الرجل المدعو سويد (يقصد الأمير سويد بن علي بن سويد) جاء من جلاجل، وكان من كبار المحترفين، فأخبروا عبد الله الرشيد بوجود سويد في العراق، وأنه رجل قوي وشديد المراس، ومن كبار المحترفين، وعرضوا عليه أن يشاركه، فوافق عبدالله، واتصل بسويد، واتفقوا على أن يكونوا يداً واحدة، واستمروا في عملهم مدة من الزّمن على مستوى كبير، فسمع بهم الإمام تركي بن عبد الله آل سعود في الرياض، فأرسل إليهم كتابا يطلب منهم التوجه إلى الرياض، ليكونوا من كبار رجاله، ولكنهم لم يردوا عليه … .
وفي ذات يوم فكّروا وتوجهوا فوراً إلى الرياض، وانضموا إلى خدمة الإمام تركي بن عبد الله آل سعود. ووافق زميله سويد، واتجها إلى الرياض، وسلموا على الإمام تركي، فصار سويد عند تركي، وعبد الله عند ولده فيصل. وقد قاموا بعملهم خير قيام”
وفي ذات السياق يذكر استمرار هذه العلاقة ومتانتها عبدالله بن صالح العثيمين في كتابه (نشأة إمارة آل رشيد) ص ص 25-26 ما نصه: “وتفيد المصادر أن عبدالله بن علي بن رشيد عرف العراق، وإذا توصل الباحث إلى اقتناع حول الفترة التي كان سويد بن علي خلالها هناك، فإن ذلك مما يساعده على اقتراح الزمن الذي غادر فيه عبدالله بن رشيد منطقة الجبل إلى ذلك القطر، والمتتبع للمصادر يرى أنها تذكر قدوم سويد بن على إلى جلاجل سنة 1335هـ. ومنذ تلك السنة وهذه المصادر تتحدث عن نشاطه الكبير لا في بلدته فحسب وإنما في سائر منطقة سدير وما حولها، وقد ظل أميراً على بلدة جلاجل حتى عزله الإمام تركي بن عبدالله عن إمارتها آخر سنة 1247هـ، والثابت تاريخياً أن سويد بن علي كان موجوداً مع مشاري بن عبدالرحمن أثناء حصار الإمام فيصل بن تركي له في مستهل سنة 1250هـ، وعلى هذا الأساس فإن هناك احتمالين لفترة وجوده في العراق:
– أحدهما أنه كان في ذلك القطر قبل نهاية 1235هـ.
– الثاني أنه كان هناك بين أواخر سنة 1247هـ ونهاية عام 1249هـ.
ومن الواضح أن الاحتمال الأول أقوى من الاحتمال الثاني بدرجة كبيرة، فذهاب الأمير سويد بن علي بن سويد إلى العراق قبل وصوله إلى إمارة بلده، واحتلاله منصباً رفيعاً في منطقته كلها، أقرب إلى طبيعة الأمور من ذهابه بعدما وصل إلى تلك الإمارة واحتل ذلك المنصب.
وتعبير المصادر بأن الأميرسويد بن علي بن سويد قدم إلى جلاجل سنة 1235هـ يوحي بأن قدومه كان من مكان بعيد، ولعل مما يؤيد ذلك ما ورد على لسان ضاري الرشيد، فقد ذكر أن عبدالله بن رشيد استأذن الإمام فيصل بن تركي، أثناء محاصرة مشاري بن عبدالرحمن، أن يتصل بسويد بن علي قائلاً: “إن بيني وبينه صحبة قديمة قبل أن يتروس في بلاده”، ولم تكن تلك الصحبة القديمة، فيما يبدو، إلا تلك المعرفة التي تمت بينهما في العراق”.
ومما سبق يمكن استنتاج أن الأمير سويد بن علي بن سويد كان في العراق قبل 1235هـ، مبتعداً عن جلاجل لأنه لم يطب له العيش فيها كونه يرى استحقاقه لإمارتها، امتداداً لإمارة جده سويد بن محمد الذي عزله الإمام سعود بن عبدالعزيز عن إمارة جلاجل سنة 1191هـ، ووضع مكانه ضويحي بن سويد.
كما يدل على ذلك ما ذكرته بعض المصادر التاريخية في حوادث سنة 1235هـ حين ذكرت: “أن الأمير سويد بن علي بن سويد قدم إلى جلاجل سنة 1235هـ” مما يوحي بأن قدومه كان مع قوة جمعها لاستعادة إمارة جلاجل، وفي هذا دلالة على أن طموحة كان سابق لذلك.
حرب جلاجل وروضة سدير:
يقول عبدالله بن محمد بن عبدالله أبابطين في كتابه: (روضة سدير) ضمن سلسلة هذه بلادنا ص ص 43-44 ما نصه: “عمت الفتنة في بلدان نجد عقب هدم الدرعية عام 1233هـ. واشتعلت الحروب بين بلدان نجد عام 1236هـ . وشملت الروضة التي وقعت حروب بينها وبين بلدتي جلاجل وعشيرة على فترات متفاوتة، ثم وقع صلح بينها وبين جلاجل عام 1238هـ، على يد كل من سويد بن علي صاحب جلاجل وعبدالعزيز بن جاسر بن ماضي رئيس الروضة، وكذلك صلح مع أهل عشيرة.
يقول تركي بن محمد الماضي: وفي سنة 1238هـ، وقع الصلح بين سويد رئيس بلد جلاجل، وبين عبدالعزيز بن جاسر بن ماضي، وأهل عشيرة، وغيرهم، وهدأت الحرب في سدير وتزاوروا فيما بينهم، واجتمع بعضهم ببعض، هذا والإمام تركي بن عبدالله إذ ذاك في بلدة عرقة محارباً لأهل الرياض، وأمره في قوة وازدياد، وفي سنة 1239هـ، انتقض الصلح بين أهل سدير، وذلك أن محمد بن عبدالله بن جلاجل، الذي كان أبوه عبدالله أميراً في جلاجل زمن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، حيث ولاه على جميع بلدان سدير، وقد خاف منه صاحب جلاجل سويد فأجلاه عن جلاجل، فركب محمد بن عبدالله بن جلاجل قاصداً بغداد، وذهب إلى ابن عمه راشد بن عثمان بن جلاجل الذي كان يقيم بها، وكان راشد هذا ذا شجاعة، وحمية، ومال، فلما قدم عليه حكى له ما وقع عليه من رئيس جلاجل سويد بن علي وأنه أجلاء، واستولى على نخله وماله فهب راشد معه، وبذل من ماله الكثير، وقدم معه رجال كثيرون، وعند قدومهم للمنطقة انضم إليهم إبراهيم بن فريح بن حمد الماضي، صاحب الروضة، ثم جلسوا يتشاورون في الحرب أو الصلح بينهم وبين رئيس جلاجل الأمير سويد بن علي بن سويد وبذل الخيرون محاولات للصلح بين الفريقين، لكن أرباب الفتن وذوي الأطماع تغلبوا فأضرموا النار بين الفئتين، ففي الليلة السادسة والعشرين من شهر رمضان المبارك 1239هـ ، اجتمعوا في بلد التويم ومعهم رجال من أهل عشيرة، وغيرها، وقصدوا بلد جلاجل، يريدون أن يسطوا عليها ليلاً، لكن الله صرفهم عنها، فضلوا الطريق، وتاهوا بين البلدين، ولم يدروا إلا وهم راجعون إلى التويم، فأقاموا في التويم ذلك اليوم، ولم يبلغ خبر فعلتهم هذه إلى أهل جلاجل، فلما كانوا في الليلة التالية ۲۷ رمضان عاودوا الكرة، وتسوروا جدار بلد جلاجل، ونزلوا البلد من بعض نواحيها وفوجيء أهل البلد بهم، وحاولوا محاصرة القصر الذي به سويد، لكن سويد فزع وخلفه أهل البلد وحدث بينهم . قتال شدید، وأقبل إلى أهل جلاجل رجال من ثادق والمجمعة مناصرين لهم، حتى ردوهم من جلاجل وقتل يومها رئيس الروضة، ورئيس بلد عشيرة، وقتل معهما من أتباعهما واحد وعشرون رجلاً، وقتل من أتباع سويد ستة رجال، ثم حاول راشد بن جلاجل أن يسطو مرة أخرى على جلاجل وعمل السلالم واستعد لذلك، لكن الإمام تركي بن عبدالله الذي كان قد استقر الحكم له تدخل وأطفأ هذه الفتنة. وعقد صلحا بينهم، وبذلك توحدت صفوفهم لخدمة الدولة السعودية”.
مساندة الأمير سويد بن علي بن سويد للإمام فيصل بن تركي:
روت كثير من كتب تواريخ نجد، والمصادر التاريخية قصة مساندة سويد بن علي للإمام فيصل بن تركي بتفاصيل كثيرة، وخلاصتها: أنه عندما وصل الإمام فيصل بن تركي للرياض ومعه رجاله، حاصر القصر وفيه مشاري بن عبدالرحمن قاتل والده الإمام تركي بن عبدالله، وكان في القصر مع مشاري 41 رجلاً بما فيهم الأمير سويد بن علي بن سويد، ونظراً للعلاقة التي تربط عبدالله بن رشيد بسويد بن علي فقد طلب عبدالله من الإمام فيصل أن يتواصل معه، فوافق على ذلك، فتواصل معه، وكون من في القصر من رجال مشاري دب فيهم الرعب، فقد طلبوا منه أن يطلب من الإمام فيصل الأمان على أنفسهم وأموالهم، فعرض سويد ذلك على عبدالله بن رشيد، والذي بدوره نقل ذلك للإمام فيصل، فوافق الإمام شريطة أن يعينوهم على دخول القصر، فرموا له الحبال، وصعد الإمام ورجاله، فحاصروا مشاري، وحصل بينه وبين الإمام فيصل مشادة في الكلام، واشتبكوا معه ومع من بقي معه، فقتلوهم.
وفاته:
توفي الأمير سويد بن علي بن سويد رحمه الله في جلاجل سنة 1283هـ.